محمد المرابط: ناصر الزفزافي في مواجهة أسئلة النزوع الداعشي لجمهوريي الحراك بأوروبا!

محمد المرابط: ناصر الزفزافي في مواجهة أسئلة النزوع الداعشي لجمهوريي الحراك بأوروبا! محمد المرابط

تضعنا وتيرة تفاعلات الحراك بأوروبا، في متاعب الإمساك بعناصر مستجداته المؤثرة في طبيعة معادلته. ومن وجه آخر، فإن هذه العناصر تلاحق هنا ناصر الزفزافي بأسئلتها المقلقة، ناهيك عن تداعيات إضرابه في رمضان عن الطعام، في موجباته وتعليقه وتوقيته وعدد المستجيبين لذلك خوضا وتعليقا، وقد جعلته متابعا لدى الرأي العام بشبهة الغموض في المواقف، وتكسير وحدة المعتقلين.

1- بعد أن أوقف الفاعل الحقوقي سعيد العمراني "حديث الأربعاء"، وأوقف الدكتور التدموري كتاباته، انضافت قناة "ريفيزيون" لتعلق نشاطها الإعلامي، وهي القناة التي يسهر عليها الإعلامي المقتدر رشيد امحاورن. ويرجع السبب في ذلك إلى سهام التخوين التي طالتهم من دعاة الجمهورية والانفصال، لدرجة المطالبة بالتصفية الجسدية على الطريقة الداعشية. من ذلك مثلا، هذه التدوينة لحسن إرمانو: "الخونة في أوروبا وفي الداخل يجب القضاء عليهم بجميع الطرق المتاحة، سواء بالترهيب أو بقطع الحنجرة. عندما نتجاوز هذه الحواجز سنصل إلى إنشاء دولة للحق والقانون". حيث يقف وراء هذا المد التخويني على لسان ضحاياه، يوبا الغديوي بواسطة حوارييه محمد أجعوض ويوسف الأسروتي.

وكان الفاعل الجمعوي محمود بلحاج قد لاحظ أن معظم موجة التخوين صادرة عن منحدرين من الدريوش والناظور. وقد سبب له هذا الاستقراء متاعب، اضطر معها للتوضيح. والغالب على الظن، أن يوبا يود سرقة زعامة الحراك من الحسيمة. وفي سياق هذا المخطط كان الطعن في الزفزافي الأب وبعض المعتقلين وعائلاتهم. ويظهر أن تيار يوبا الجمهوري، يضمر توظيف اسم الزفزافي مرحليا، لرميه بعد ذلك في سلة المهملات، وكذاك تحجيم "زعامة" عبد الصادق بوجيبار. وكان معاد أحمجيق رفيق مصطفى ورغي، قد انتقد مؤخرا في سياق هذا التحجيم، بوجيبار على خلفية أن الفئران قد تسللت لمطبخه، في إشارة إلى تواصله مع سعيد الفار، وهو ما اضطر معه بوجيبار لتوضيح أن هذا الانفتاح بغاية الاستقطاب، مع توجيه عتب للورغي لسكوته عن هجمة أحمجيق عليه.

2- بعد أن "بايع" نوفل المتوكل بوجيبار على السمع والطاعة، وحتى على حمل السلاح لتقرير المصير وإقامة الجمهورية، عاد مؤخرا ليعلن "النقد الذاتي"، بتغيير موقفه من ذلك، مع الاعتذار لكل الذين أساء إليهم، مع بيان حدود فعل الحراك، في فضح المخزن حقوقيا. لكن الملاحظ أن نوفل كثير التذبذب في تغيير المواقف، بحيث يصعب تأسيس تحليل على ذلك. فقد سبق أن أعلن عن هذا الأمر في السابق، ثم سرعان ما تخلى عنه. ولا نعرف مرد هذا المزاج المتقلب. ونتمنى عليه أن يثبت هذه المرة على موقفه الجديد، وليحتفظ بقناعاته المبدئية، ما دام لن يدعو إلى بدعتها. ثم خرج بعد هذا النقد الذاتي، بما يفيد الالتزام بما سبق، لكنه لم يتحرر بعد من معجم السب في حق رئيس الدولة، السابق واللاحق، تماما كحالة "توبة" بلال عزوز، من القول بالجمهورية والانفصال، مع الاحتفاظ بنفس معجم السب في حق رئيس الدولة. وأقف على يماثل هذه المسافة/ التناقض أيضا، لدى الأستاذ البوشتاوي، الذي أطل مؤخرا فكان "حكيما" لما تحدث بالريفية، لكنه كان فيما يشبه وقع الحافر على حافر الجمهوريين المغاربة، لما تكلم بالعربية.

ويؤلمني في حالة نوفل أنه يؤسس "شطارته"السياسية، لما تنتفخ أوداجه كحاطب ليل في السب، على شرف الانتساب في مرحلة، إلى مدرسة رموز وطنية اتحادية تتمثل في الأساتذة: عبد الرحمان اليوسفي ومحمد اليازغي ومحمد الساسي،،. ولا شك أن هذه الإحالة وبهذا الاختزال مسيئة جدا لرموز هذه المدرسة ومنتسبيها.

 ويظهر أن "توبة" نوفل -ونتمناها أن تكون شاملة- تأتي في سياق استيعاب كل من دعوة الجمهوريين باسم الحراك لمسيرة أنتويربن في 16 يونيه 2018، ودعوة بوجيبار باسم الجمهوريين إلى تظاهرة روتردام في 30 من هذا الشهر.

3- على خلفية "تعليق ريفيزيون لنشاطها الإعلامي بصفة نهائية"، أدار سعيد الفار نقاشا تحت هذا العنوان: "الأصوات الحرة في مرمى التخوين، ريفيزيون نموذجا"، كانت حصيلته، التضامن مع رشيد امحاولن، والتنويه بالدور الإعلامي لريفيزيون لصالح الحراك. سعيد العمراني خرج بتدوينة يستنكر فيها هذا الهجوم على القناة ومديرها، واعتبر "هذا الهجوم  قد يكون من تحريك أو بإيعاز من المخابرات المغربية". وقد حملت موجة التضامن مع ريفزيون ومديرها، عبد الصادق بوجيبار على محاولة احتواء الوضع، ربما حتى لا تطاله "العدالة" الأوروبية، فاستضاف يوسف الأسروتي ومحمد أجعوض، وانتزع منهما "الالتزام" بدعم مبادرته، في غياب موقف يوبا. ثم استضاف في لايف  آخر البوشتاوي فزكى مسعاه.

لا شك أن هذا الوضع بأوروبا يفرض على ناصر الزفزافي تحمل مسؤوليته، بعدم الاختباء وراء مطلب "أموني"/ الوحدة، لإخفاء تردده في الحسم. بل يجب أن يعلن موقفه الصريح من السلوك الاستئصالي للجمهوريين، في حق الديموقراطيين الملتزمين بالملف المطلبي للحراك، وبسراح قيادته ونشطائه. فتهربه من التبرؤ من هؤلاء، سيحمل في التأويل على ارتهانه للهوى الجمهوري، في حين أن منطق المسؤولية يستوجب منه الوضوح التام، لصالح أفق ملف الحراك. آسف جدا أنه لا يصغي. ليته يصغي!