ماذا لو تكلمت كنبة "سيدنا بوعشرين"!

ماذا لو تكلمت كنبة "سيدنا بوعشرين"!

يبدو أن فيديوهات بوعشرين الجنسية، التي مازالت تعرض في الشهر "المبارك"، لم تعرّ أوراق التوت عن توفيق بوعشرين فقط، بل حتى عن قياديي "البيجيدي" الذين بدأوا ينثرون الكلام هنا وهناك في البرلمان أو على في مقالات الرأي بصفحات لجرائد، ويتحدثون أحيانا بـ "لمز" و"غمز"، وأحيانا أخرى بـ "بوضوح" و"انسجام" "وتناغم"، مع الاتفاق على فكرة واحدة هي اعتبار توفيق بوعشرين "ضحية" وسجين حرية التعبير. كل "أمواج" و"تيارات" البيجيدي تصب في نبع واحد هو الضغط على القضاة وتحوير القضية من قضية "الاتجار بالبشر" إلى قضية سياسية، وفي أقصى الحالات قضية "فساد" بعد ظهور الأشرطة البورنوغرافية كأدلة إثبات لا تدع مجالا للشك بأن بطلها هو بوعشرين.

لكن هل يملك أتباع البيجيدي الجرأة، أو هل تملك البرلمانية أمينة ماء العينين الجرأة كي تقبل دعوة أمينة لحروري لحضور المحكمة ومعاينة، ولو خمس دقائق، من مشاهد "الكنبة" الوحشية؟ الجنس الذي يصطلح عليه أتباع البيجيدي بـ "الزنا" في قاموس "الحرام" و"المدنس" و"الطابوهات"، هل أصبح "مصيدة" لمعاقبة بوعشرين عن فكره "الإصلاحي" و"التنويري" في محاربة الفساد؟ هل يوجد أقوى من هذا "الفساد" والعنف الجسدي والرمزي الذي مارسه بوعشرين على ضحاياه؟ هل توجد أكثر من هذه "العبودية" التي جعلت بوعشرين يرغم ضحاياه على ممارسة الجنسي بكل أشكاله "الوحشية" و"السادية" على "كنبة"؟

ماذا لو تحدثت "الكنبة"؟ ماذا لو ألهم الله "الكنبة" وجعل لها لسانا لتشهد بالحق، ماذا كان سيكون موقف بوعشرين؟

ماذا لو أنطق الله "الكنبة" كما أنطق "شاهدا من أهلها" في قصة سيدنا يوسف التي يستلّها عبد العالي حامي الدين من بين 114 سورة قرآنية ليترافع بها أمام المجتمع لـ "ابتزاز" براءة توفيق بوعشرين، ما هو السيناريو الذي تتخيلونه؟ وماذا تتوقعون أن تقوله "الكنبة" التي وجدت نفسها من مكان لاستقبال الضيوف في بهو مدير جريدة إلى "سرير" نوم لـ "ماكينة" لـ "التعذيب الجنسي"، سفح فوقه شرف "العذارى"، واستبيحت الحوامل، وتدنّست المطلقات.

سنوظف "الكنبة" على غرار التوظيف الذي وظف به عبد العالي حامي الدين، مستلهما تفصيلا مهما في قصة نبينا يوسف، وهي افتتان امرأة العزيز بخادمها "النبي يوسف" وكيف راودته عن نفسه، ورفضه السقوط في معصية الله مفضلا السجن على الغواية. وكي نربط هذه القصة بقصة "سيدنا بوعشرين" بطل "الكنبة"، يقحمنا عبد العالي حامي الدين في دوائر تخييلية وفي لعبة الإسقاطات والمرايا العاكسة، وفي دواليب أوجه الشبه بين قصة "سيدنا يوسف" و"سيدنا بوعشرين"، ونخيط القصتين معا بـ "مخيط" الخديعة والاحتيال، وتشبيه الضحايا بـ "الغاويات" كغواية زوليخة امرأة العزيز لنبينا يوسف. فأي إسقاط واحتيال على نصوص قرآنية "مقدسة" وخدش لصورة نبي من انبياء الله الصالحين على متهم "مدنّس" بجرائم الاتجار بالبشر والاستغلال الجنسي. لماذا كل هذه المناورات والمتاجرة بالدين والاستغلال الرخيص لقصة قرآنية لها أثر على وعينا الديني، ومحاولة تدنيسها واستثمارها في قضية "بورنوغرافية"، أدلتها المادية شرائط "بورنو" مازالت تعرض في شهر "مقدس"؟ لماذا كل هذا اللعب بالنصوص المقدسة في قضية مدنسة؟ لماذا كل هذا التلاعب اللغوي يا حامي "الدين" و"الحريات" و"حقوق الإنسان"، والتحامل على العدالة من خلال اتهامها بتوظيف "الجنس كأداة للقتل الرمزي والتصفية المعنوية للعديد من الشخصيات المؤثرة؟ ".