علاقة اليهود المغاربة بالمغرب لازالت قائمة وارتباطهم بالمغرب يمر عبر تمسكهم بالتقاليد والعادات والطبخ المغربي ،رغم سنوات من هجرتهم القصرية إلى إسرائيل ،الذكريات التي لازالوا يحتفظون بها والممتلكات التي لازالت قائمة ،جعلت العديد منهم يفكر في العودة للعيش في المغرب ،وامتلاك وثائق وهويات مغربية يفتح لهم الباب باستمرار لزيارة المغرب ،حلم العودة لازال يراود العديد منهم ،وبالتالي ،هل سيكون مقترح القانون الذي تقدمت به أربعة أحزاب لنزع الجنسية من اليهود المغاربة يتناقض مع الدستور المغربي ويخدم الصراع الفلسطيني اليهودي أم العكس. في نظري فتح الباب على مصراعيه للعودة أمام اليهود المغاربة داخل إسرائيل سيكون ورقة ضغط في يد الحكومة المغربية على الحكومة الإسرائيلية وسيكون تأثير المغرب كبير في تسريع إيجاد حل للصراع الذي دام أكثر من ستين سنة. إن كل قرار يخدم مصلحة الجانب الفلسطيني سيكون الشعب المغربي من المؤيدين له ،وعلى الأحزاب التي تقدمت بهذا المقترح أن تجعل هذا الكم المؤثر من اليهود المغاربة ورقة يستعملوها للضغط على الحكومة الإسرائيلية من أجل كسر الجمود القائم في المفاوضات ، يجب نزع الجنسية المغربية عن يهودي تورط في قتل وتعذيب الشعب الفلسطيني ،وفي نفس الوقت لا تسامح مع كل الذين يتورطون في انتهاك حقوق الشعب الفلسطيني ،لكن على الحكومة القادمة أن تستغل هذا الكم الهائل من اليهود المغاربة والراغبين في السلام ، ليشكلوا لوبيا ضاغطا مواليا للمغرب للتأثير على السياسات العامة داخل إسرائيل وإقناعهم بضرورة الضغط لإعطاء فرصة لبناء الثقة بين الشعبين من أجل سلام عادل ودائم. هل ستفعل الحكومة المقبلة القرار المتخذ أم ستغير موقفها وتحاول استغلال اليهود المغاربة لدعم عملية السلام في المنطقة ،هي مهمة ليس سهلة ولكنها ليست مستحيلة ،فكما تستغل إسرائيل اليهود في أمريكا لتشكيل لوبي وفي بلدان أخرى فعلى المغرب أن يدفع إلى تشكيل لوبي ضاغط من اليهود المغاربة داخل إسرائيل وتوجيهه للتصويت من أجل فتح فرص السلام من جديد.