لنتجرد من العاطفة ونقدّم نقدا ذاتيا لماذا فشل اليسار في هذه الانتخابات وأقنع الآخرون باقي طبقات المجتمع بنِسَب متباينة ،كيف استطاعت الأحزاب الأخرى تحقيق نتائج كبيرة رغم قصر مدة التأسيس ،البام والبيجيدي وتراجعت أحزاب أخرى عن الانتخابات السابقة حزب الاستقلال والأحرار والحركة،والإتحاد والتقدم والاشتراكية ،و حزب الإتحاد الدستوري قليلا تراجع أحزاب اليسار هل هو ناتج عن أوضاع داخلية تتطلب نقاشا ديمقراطي ،وإعادة هيكلة وتغيير ،ثم الرفع من سقف المطالَب السياسية والتميز عن الأحزاب الأخرى ،في زمن ما كنّا دائما نتطلع من زعماء الحزب التاريخيين المتخندقين باستمرار في خندق واحد مع المستضعفين من أبناء الشعب ،أن يرفعوا من سقف المطالَب لتجاوز الفقر وتحقيق العدالة الإجتماعية واقتسام الثروات ،كانت مواقف الزعماء تسبب لهم الاعتقال والتنكيل والتعذيب في السجون وفي بعض الأحيان محاكمات صورية تؤدي لقضاء سنوات طوال ،أوالنفي أو الحكم بالإعدام ،الإتحاد هو الحزب الذي قدم قافلة من الشهداء ،الإتحاد هو الحزب الذي قدم مناضلوه ضريبة النضال ،ومع ذلك يستمر في فقدان شعبيته في المجتمع المغربي ،هل تغيرت مواقف قادته ،من تطلعات مناضليه ،لماذا عرف الحزب موجة من الإنتقادات الإعلامية الرهيبة في السنوات الأخيرة ،وبالضبط منذ انسحاب عبد الرحمان اليوسفي من الساحة السياسية بعد تعيين الملك لإدريس جطو ليقود الحكومة رغم أن الإتحاد تصدر الإنتخابات آنذاك من له مصلحة في انقراض هذا الحزب العتيد والذي تربى فيه قادة سياسيون ومفكرون بارزون ،أمثال محمد عابد الجابري ،ومحمد جسوس وعمر بن جلون وَعَبَد الرحيم بوعبيد وَعَبَد الرحمان اليوسفي وغيرهم كثير ، لماذا عرف الحزب انشقاقات داخلية ،هل بسبب غياب ديمقراطية داخلية ،أم بسبب موقف فريق يدعو للخروج للمواجهة مع النظام الذي يناور باستمرار ويتحكم في الحياة السياسية وفي كل شيئ بالبلاد ،وفريق له مواقف تختلف ،يهادن من أجل إشراكهم في تدبير الشأن إلى جانب أحزاب تختلف إديولوجيا مع ما يتبناه الاتحاديون عبر التاريخ أسئلة كثيرة تبقى للنقاش و،ينضاف إليها النتائج التي حصل عليها الحزب والتي تعكس أزمة التنظيم ،في ظل تطور سلبي جدا للمسلسل الديمقراطي في بلادنا بسبب غياب النزاهة والتعامل بالمال في شراء الذمم وغياب سلطة الدولة التي تفرض النظام في كل المحطات الإنتخابية التي عرفتها بلادنا منذ الإستقلال إلى اليوم ،وفي بعض الأحيان تدخل الدولة لفرض الخريطة السياسية ودعم الأحزاب التي تدافع عن مخططات المخزن ، وتمييع العمل السياسي وتبخيس النضال الذي يقوده العديد من أشراف هذه الأمة إن استمرار غياب الإرادة السياسية في التغيير والإصلاح الديمقراطي يبقى العائق الذي يؤرق كل المتتبعين للشأن السياسي في بلادنا ،وما يعيشه حزب الإتحاد من أزمات والتضييق المستمر على الأحزاب اليسارية الأخرى النهج الديمقراطي والطليعة الإشتراكية والحزب الإشتراكي الموحد والمؤتمر الإتحادي يدعونا لوقفة تأمل من أجل إعادة البناء ،وفتح نقاش يشارك فيه الجميع من أجل وحدة اليسار الذي يؤمن به كل المناضلين في هذه الأحزاب ،من أجل انطلاقة حقيقية لمواصلة معركة التغيير والإصلاح ،الذي يتطلع إليه كل الأحرار و الشرفاء في هذا الوطن وضعية الإتحاد الحالية عقب النتائج الهزيلة ومسلسل الإنشقاقات ،تفرض وقفة تأمل من أجل مؤتمر وطني يكون الأساس لتوحيد الحزب وعودة كل المناضلين لعرين الحزب ،من أجل وحدة ،لا يرغب فيها المتربصون به ،الذين صوبوا سهامهم ،جميعا لتفكيكه وتشتيته ،نأمل صادقين أن تتخذ القيادة خطوات جريئة للحفاظ على حزب الإتحاد كقوة سياسية في المغرب وتوقف نزيف الإنشقاقات دخول ائتلاف اليسار في انتخابات هذه السنة وحصوله على مقعدين وبخطاب قوي تقوده مناضلة لها مواقف جد جريئة في المطالبة على سبيل المثال لا الحصر بالملكية البرلمانية ووقف استنزاف خيرات البلاد وتهريب أموال الشعب إلى الخارج ،لم يشفع لنبيل منيب التي قادت الحملة في كل أرجاء المغرب وبمواقفها أن حصلت على مقعد في البرلمان في اللائحة الوطنية ،فمناضلة من طيّنتها لم تحظى بدخول البرلمان يجعلنا أن نفقد الثقة في كتلة الناخبين وفي غياب الوعي السياسية لديها ،وفشل ائتلاف اليسار في تحقيق نتائج متقدمة في انتخابات 2016 ناتج عن غياب الثقافة السياسية لدى شريحة واسعة من الشعب المغربي ،نبيلة التي لجأت إليها حكومة عبد الإلاه بنكيران لقيادة الوفد الذي أقنع الحكومة السويدية بالتراجع عن موقفها في الإعتراف بالجمهورية الوهمية لم تحظى بمقعدها في البرلمان المغربي لكي تواصل النضال من داخله ،ستبقى رمزا من رموز النضال الذي نتطلع إليه تبقى الإشارة في الأخير إلى ملاحظة استنتجا من هذه المحطة الإنتخابية ،ألا وهي حصول الإتحاد الإشتراكي على خمس مقاعد في المناطق الجنوبية وهذا دليل على أن الإتحاد له امتداد تاريخي في أقاليمنا الجنوبية.