نشرت وكالة "بلومبيرغ" للأنباء، أن مؤسسة الاستثمار الليبية تطالب "غولدمان ساكس" بإعادة 1.3 مليار دولار أمريكي، وهي خسائر ضخمة تكبدتها في العام 2008، بسبب استثمارات فاشلة قام بها المصرف، لكنَّ المفاجأة هي أن البنك تمكن من تحقيق أرباح بنحو 350 مليون دولار نتيجة الصفقات التسع الخاسرة التي ورط بها صندوق الاستثمارات السيادية الليبي. وفي التفاصيل المعقدة والمطولة التي تنظر فيها المحكمة العليا في لندن، فقد تبين أنَّ مايكل دافي، وهو أحد المدراء التنفيذيين في مصرف "غولدمان ساكس"، اجتمع مع موظف مبيعات يعمل في المصرف ذاته، وذلك يوم 23 يوليوز 2008، حيث انعقد الاجتماع في غرفة فندقية بوسط لندن، وخلاله تلقى موظف المبيعات، وهو مغربي حامل للجنسية البريطانية، وعدا بأن يحصل على عمولة تبلغ تسعة ملايين دولار نظير نشاطه في ليبيا. وتقول "بلومبيرغ" إن موظف المبيعات المغربي أدرك أنه أمام "مكافأة غير عادية لأن العميل غير عادي"، حيث كان مطلوبا منه استدراج صندوق الثروة السيادية الليبي الذي تتجاوز قيمة أصوله الإجمالية 60 مليار دولار. وتروي وثائق المحكمة البريطانية العليا كيف سافر موظف المبيعات المغربي إلى ليبيا والتقى في طرابلس أحد أصدقاء عائلة القذافي، ولاحقا استدرج الموظف المغربي ذاته أحد المسؤولين في مؤسسة الاستثمار الليبية إلى دبي في دولة الإمارات، بذريعة المشاركة في مؤتمر لمصرف "غولدمان ساكس"، حيث تكفل المغربي بتكاليف تذكرة الطائرة على درجة رجال الأعمال، إضافة إلى الإقامة في فندق "ريتز كارلتون" في دبي. وفور الوصول إلى دبي، أرسل موظف المبيعات المغربي رسالة نصية من هاتفه إلى عاهرة روسية تُدعى "ميشيلا"، وكتب لها: "مرحبا عزيزتي.. هل تتذكرينني؟ أنا يوسف من لندن". وبعث برسالة تالية كتب فيها: "أنا وصلت دبي للتو، هل أنت متوفرة الليلة مع صديقتك؟". بعد ذلك تفاوض يوسف مع ميشيلا، واتفق معها على دفع 300 دولار نظير ليلة حمراء تقضيها هي وصديقتها مع ذلك المسؤول الليبي الذي كان أحد المقربين من عائلة القذافي، ليسفر الأمر عن تسع صفقات خاسرة تورط بها الصندوق، ليخسر بعدها صندوق الثروة السيادي الليبي 1.3 مليار دولار، بينما يربح "غولدمان ساكس" 350 مليون دولار، أما موظف المبيعات المغربي فحصل على تسعة ملايين دولار، دفع منها 300 دولار للعاهرة الروسية وصديقتها واستحوذ على الباقي!