والواقع، أنه أتيحت لعبد الإله بنكيران ومن يدور في فلكه فرصة العمر، إنما أبى إلا أن يهدرها عن سبق إصرار وترصد. ولو كان في تجربته خير لما احتاج أصلا لحملة انتخابية، ولترك إنجازاته كخير داعية للحث على تجديد الثقة فيه. لكن وبما أن "مول الفز كيقفز" سارع قبل ساعات من توجه الناخبين لصناديق الاقتراع إلى "تصميك" آذانهم بكلام النساء في الحمامات الشعبية، أيام كان الحمام ملتقى أسبوعي لـ"تقرقيب الناب". أما اللحظة، فلا الرجال ولا من نعتهم بـ"الثريات" تغيب عنهم حساسية الموعد، كما يقتنعون في المقابل بأن لكل عمل "جزاء". وما مسألة "الولف" إلا تعبير ضمني على "ولف" الكراسي وأجر آخر الشهر مدعوما بأزهى السفريات وتعويضاتها المنتزعة من عرق دافعي الضرائب. لهذا، ومن باب عدل المغاربة وكرههم للظلم، فإنهم لن يظلموا عبد الإله بنكيران. وحتما سينصفونه بتبيان نتيجة ما فعله بأوضاعهم من خلال تأكيد عدم أهليته لشغل المنصب من جديد. وكل ذلك حرصا على تدارك ما أفسد سابقا لتشييع أقسى التجارب إلى مثواها الأخير. طالما أن الوطن لا يرفعه سوى الرقي بنساء ورجال أرضه، لا بـ"تربية الكبدة" عليهم.