لم يستوعب بنكيران أن فرصة أولى و أخيرة أعطيت له سلفا من طرف ساكنة المدينة و لم يكن في مستوى الانتظارات. كل ما احتفظت به ذاكرة الطنجاويين تجاهه هو سلاطة اللسان. كل خطاباته تبتديء و تنتهي بالتهكم و توزيع السباب و التطاول و الكلام الاجوف الفارغ الذي لا يجيب على التطلعات، بقدر ما يثير حفيظة المستمعين. . ساكنة طنجة لقنته درسا مفاده أن التنابز بالألقاب و الهمز و اللمز الذي يجيده بنكيران ليس هو الطريق للوصول إلى عقولهم و قلوبهم. خطابات بنكيران الموسومة بالجسارة التي تصل حد "البسالة" أصبحت مصدر امتعاض للمواطنين. لم يستحيي و هو يتحدث عن سكان المدينة و يصفهم ب: "مرخيين" . اي تراخي يبدو لبنكيران و هو بين كل زيارة يقوم بها لطنجة و أخرى، يجد معالم المدينة تتغير و تتطور بسرعة فائقة و بشهادة الداني و القاصي. طنجة اليوم و ساكنتها في مصاف المدن العالمية، على جميع المستويات العمرانية و الحضرية و الجمالية و الطبيعية و السلوكية. العناية التي يخص بها عاهل البلاد هذه المدينة و اهلها، يقابلها بنكيران بهذا الكلام الساقط . إن لم تستحي فقل ما شئت ، فالأمر محسوم لدى الطنجاويين: بنكيران لم تعد تطرب أحدا غير زبانيتك الخاصة. لا داعي لتوسل و تسول المساندة تارة والسباب تارة أخرى. رجاءا القليل من النبل. من هو مقنع فتهافت الناس عليه يدل على ذلك ، و من هو مدعاة للسخرية و الشعور بالغثيان فهو من يهجره الناس و يعرضون عنه، وهو ما انت عليه الان يا بنكيران.