الزهري يسلط الضوء على "المقاطعة" في المجال القروي ويشرح دلالات امتدادها

الزهري يسلط الضوء على "المقاطعة" في المجال القروي ويشرح دلالات امتدادها حفيظ الزهري

قال حفيظ الزهري، باحث في العلوم السياسية، في تصريح لـ "أنفاس بريس"، يهم امتداد حملة مقاطعة بعض المنتجات إلى المجال القروي: إن نجاح المقاطعة بشكل كبير في المجال القروي يرجع بالأساس للوضعية الاقتصادية التي أصبح يعيشها سكان هذه المناطق، والتي تتميز بالبطالة ذات النسبة المرتفعة وانتشار الفقر في ظل غياب سياسات عمومية واضحة تأخذ بعين الاعتبار تطور بنية الهرم السكاني للبوادي، والتي تطغى عليها نسبة الشباب هذه الفئة التي عرفت وعيا كبيرا رافقته العديد من الاحتياجات والمطالب الملحة والآنية. وهذا ما جعل من حملة المقاطعة، يضيف الزهري، فرصة من قبل ساكنة المجال القروي للتعبير عن رفضهم للغلاء وكل أشكال الاحتكار التي أضرت بجيوبهم وساهمت في توسيع قاعدة الفقر في أوساطها.

وفيما يتعلق بتراجع دور المؤسسات الوسائطية من أحزاب ونقابات ومنظمات المجتمع المدني أمام التنامي الملفت لدور الشبكات الإجتماعية، قال الزهري: إن تراجع دور المؤسسات الوسائطية في القيام بمهامها التأطيرية والدفاع عن مصالح المواطن المغربي الذي لم يعد له تواجد ضمن أجندتها السياسية نظرا لانشغالها بالصراعات الداخلية وتقليص أهدافها في دائرة المصلحة الخاصة الضيقة لقياداتها، جعل المواطن يفقد الثقة في هذه المؤسسات باحثا عن فضاءات عمومية أخرى للتعبير عن مطالبه.. وهو ما جعل الشبكات الاجتماعية، يضيف محدثنا، تتحول إلى بديل لهذه المؤسسات، كما أنها أضحت مؤثرة في الرأي العام وتوجيهه، لكن المثير هو أن هذه المؤسسات الوسائطية لم تستطع مواكبة هذا التطور والثورة التكنولوجية التي أدت إلى تغيرات كبيرة على المستوى الاجتماعي في غفلة منها مما جعلها عاجزة عن تحقيق التواصل واقتراح حلول لمثل أزمة المقاطعة.

وخلص الزهري إلى أننا نعيش تحولا سريعا بانتقال المعارضة من المؤسسات إلى عالم آخر افتراضي يصعب التحكم في مخرجاته ومكوناته، مشددا على أهمية بلورة دراسات وبحوث علمية للوصول لطرق يمكن استثمارها في تحقيق التواصل مع المواطنين انطلاقا من الواقع والافتراضي.