أرقام صادمة من طنجة: التهاب الأسواق واحتكار تجارة الأسماك..!!

أرقام صادمة من طنجة: التهاب الأسواق واحتكار تجارة الأسماك..!!

مع حلول شهر رمضان، شهدت جل أسواق بيع السمك في طنجة ارتفاعا غير مسبوق في الأسعار. إذ وصل الغلاء إلى حدود بدت مستفزة لعموم المستهلكين.

وهو الغلاء الذي أجبر غالبية الطنجويين على الاستغناء عن السمك، بمختلف أنواعه، في المائدة الرمضانية، رغم اشتهار أهالي طنجة باستهلاك السمك في هذا الشهر.

كما أن التهاب أسواق السمك دفع الكثيرين إلى مقاطعة الأسماك على غرار مقاطعة مادة الحليب، ورفع شعار: "مواجهة الغلاء بالاستغناء"..!!

وقد لاحظت "أنفاس بريس"، خلال جولة تفقدية في أسواق السمك بطنجة، أن ارتفاع الأسعار لم يقتصر فقط على النوع الذي لا يستهلكه إلا ذوي الجيوب المنتفخة، بل امتد أيضا إلى الأسماك الشعبية (السردين، الشطون، والشرن..) التي وصلت أسعارها، منذ فاتح شهر رمضان وحتى اليوم، إلى مستويات قياسية تتمثل في 30 و35 درهم للكيلو غرام الواحد. وهو الأمر الذي وصفه أحد المستهلكين بقوله: "السردين بـ 30 درهم اللهم إن هذا لمنكر كبير..!!"

وحسب تصريح أدلى به أحد باعة السمك (ع.ل) لـ "أنفاس بريس"، فإن الأسماك بأنواعها المختلفة سجلت ارتفاعا في الأسعار بنسبة 75 في المائة في ظرف يومين فقط. بينما سجلت أنواع أخرى من السمك (القمرون، الكروفيت، الصول..) نسبة غلاء فاقت 130 في المائة.

وهذه الأسعار، كما يقول بائع سمك آخر (ص.د) لم تشهدها أسواق السمك في طنجة منذ خمس سنوات. مما يؤكد، يضيف البائع، أن تجارة الأسماك في هذه المدينة تجسد أبشع أنواع الاحتكار الذي يبتز جيوب المواطنين..!!

ومما يؤكد استشراء التضارب الغريب في أسعار الأسماك بطنجة، وجود تفاوتات في أثمان نفس النوع من السمك بين سوق وآخر في المنطقة الواحدة. حيث نجد أن السردين، مثلا، يباع في سوق المدينة بسعر 30 درهم، بينما يباع في سوق بنديبان بسعر 35 درهم..!!

مختلف المستهلكين الذين التقتهم "أنفاس بريس"، أكدوا أن طنجة حطمت الرقم القياسي في غلاء الأسماك، وأن مظاهر الاحتكار التي تسود تجارة السمك في هذه المدينة، أضحت قاعدة دائمة في كل أشهر السنة، وليس فقط في شهر رمضان، كما هو حاصل الآن..!!

أحد مهنيي قطاع الصيد البحري في طنجة، أوضح أن أسعار السمك في شمال المغرب، الذي يعتبر خزانا للثروة السمكية في البلاد، أصبحت تعادل مثيلتها في إسبانيا. مشيرا إلى أن سعر بعض أنواع السمك في طنجة أو تطوان أو الحسيمة... يعادل السعر نفسه في مدريد وبرشلونة وإشبيلية، مع وجود الفارق الشاسع في الدخل بين البلدين..!!

مهني آخر في القطاع، رد أسباب غلاء السمك في بلد غني بالثروات السمكية مثل المغرب، إلى "الثالوث المتوحش" المتمثل أساسا في:

1 - تعدد الوسطاء الذين يتحكمون في وصول الأسماك إلى البائع بالتقسيط وبالتالي إلى المستهلك.

2 - تحكم اللوبيات في أسواق الأسماك وفرضهم للأسعار التي تغذي جشعهم للربح على حساب المواطن.

3 - تنامي عمليات تصدير المخزون السمكي إلى أوروبا وتأثير ذلك على الأسعار في أسواق المغرب.

والمعطيات المتوفرة تؤكد أن المغرب يصدر كل سنة إلى أوروبا حوالي 240.000 طنا من المنتوج السمكي، بمبلغ يفوق 9.3 مليار درهم.

ورغم أن فقراء هذا البلد، كما يقول خبير التغذية الدكتور محمد نوري، لـ "أنفاس بريس"، لا يستهلكون سوى ثمانية كيلو غرام من السمك، مقابل استهلاك الطبقات الغنية 13 كيلو غراما سنويا، فإن الاستهلاك الفردي من الأسماك في المغرب هو الأقل والأضعف مقارنة بعدة بلدان، بسبب ارتفاع الأسعار والمضاربات وتفاحش الاحتكار..!!