نوفل البعمري: تعليقا على "احتفالات" تيفاريتي

نوفل البعمري: تعليقا على "احتفالات" تيفاريتي نوفل البعمري

ما حدث في منطقة تيفاريتي من استعراض عسكري بتاريخ 20 ماي 2018، من طرف الجبهة (البوليساريو)، يمكن اعتباره عملا فيه تحد ليس للمغرب بل للأمم المتحدة و لقراراتها، هو تحرك يؤكد على النية المبيتة للجزائر وللبوليساريو قصد استفزاز المغرب وجره لمواجهة غير محسوبة العواقب التي قد تدخل المنطقة في حالة فوضى حقيقية.

جبهة البوليساريو بعد أن فشلت في خلق واقع جديد بمنطقة بئر لحلو، تحاول خلق نفس الواقع في تيفاريتي، وهي بالمناسبة كانت تشهد تواجدا عسكريا مغربيا في مرحلة الثمانينات وتم "التخلي" عنها لفائدة المينورسو في إطار عملية إحلال السلام بالمنطقة، خاصة وأن المغرب كان قد انتهى من بناء جداره العازل لوقف الهجمات القادمة من الأراضي الجزائرية.

ما حدث يدفع المغرب إلى ضرورة تقييم مساره الأممي وطرح سؤال جدي إذا كان هذا المسار الأممي قد انتهى إلى عدم احترام القرارات الناتجة عنه وعن مجلس الأمن، حيث أصبحنا في وضع مختل، المغرب من جهة يعمل على الحفاظ على السلم في المنطقة واحترام اتفاق وقف إطلاق النار، في حين أن الطرف الآخر من جهة أخرى يعمد إلى استفزاز المغرب عسكريا ويحاول خلق واقع ميداني جديد في هذه المناطق.

السؤال المطروح، هل سيظل المغرب مكتفيا فقط بالتنديد ومراسلة الأمم المتحدة التي يجب عليها أن تفرض احترام الشرعية الدولية، وإلا لا معنى لاحترامها من طرف واحد، ألا وهو المغرب، في حين أن الجبهة تتحرك كما تريد بالمنطقة دون حسيب ولا رقيب؟؟

هذا السؤال في حال إذا لم تتحرك الأمم المتحدة، على المغرب أن يطرحه ويقدم إجابة جماعية حوله بنفس الرد الذي كان في العيون.

سؤال يتعلق بتقييم المسار الدبلوماسي والجدوى منه، خاصة وأن قرار مجلس الأمن يتحدث على ضرورة الدخول في مفاوضات مباشرة معهم؟

فكيف يمكن الدخول في مفاوضات مع طرف لا يكترث لقرارات مجلس الأمن ولا يحترمها؟ لأنه قد يتم التوصل معه لاتفاق، وهو أمر جد مستبعد في ظل الأوضاع الحالية بعدها يتنكر لها.. إننا أمام طرف لا يسعى للحل و لا يريده، بل يسعى لاستمرار الوضع الحالي المأزوم كما هو، وإلى تعقيده وتعقيد الطريق نحو الحل السياسي.

المغرب راسل الأمم المتحدة واحتج أمامها، هل هذا كاف؟؟

في الوضع الراهن غير كاف، حيث أنه إذا لم ندفع الأمم المتحدة لتحمل مسؤوليتها الكاملة في فرض احترام قرارات محلس الأمن، سنكون أمام دائرة مغلقة ندور حولها، حيث أن سلبية الأمم المتحدة تجاه الكركارات هي من شجعت البوليساريو على تحركها السابق في بئر لحلو.. اليوم نحن أمام شبه نفس الوضع، هناك قرار واضح لمجلس الأمن لا يحتاج لأي تأويل حتى من طرف الأمين العام للأمم المتحدة نفسه يطلب بشكل واضح وحازم من الجبهة عدم القيام بأي تحرك قد يغير من الوضع القائم، وعدم القيام بأية أعمال عدائية في المنطقة، والأمم المتحدة لم تتحرك إلى الآن، بل اكتفت لحدود اللحظة بمراقبة الوضع و تتبعه، هل تريد التحرك بعد وقوع الكارثة والاصطدام المباشر!!!

في التحرك الدبلوماسي المغربي لا يجب أن يكتفي فقط بمراسلة الأمين العام للأمم المتحدة، بل عليه أن يشرح موقفه لروسيا والصين والولايات المتحدة الأمريكية بدعم اسباني وفرنسي وخليجي، خاصة السعودي منه ومجلس التعاون الخليجي.

الوضع الحالي قابل ومتجه للانفجار إذا ما بقي الوضع على حاله جمود سياسي، خرق عسكري لاتفاق وقف إطلاق النار؛ تهديدات عدائية اتجاه المغرب، سلبية الأمم المتحدة تجاه الجبهة... فقط ننتظر من سيطلق الرصاصة الأولى.