عزيز الدروش: هذه هي أسباب تناسل ظاهرة العنف في الجامعات

عزيز الدروش: هذه هي أسباب تناسل ظاهرة العنف في الجامعات عزيز الدروش

بدأت ظاهرة العنف في بعض الجامعات المغربية تتفشى، بعدما كانت هذه الجامعات مصدرا لتكوين الإنتاج الفكري والسياسي وصناعة الرأي العام الوطني وقوة ضغط.

أما الآن، ومند بداية التناوب السياسي الذي عرفه المغرب سنة 1999، أصبحت الجامعات المغربية تنتج العنف والتطرف السياسي والديني والضعف في التحصيل العلمي، لمجموعة من الأسباب منها ذاتية ومنها موضوعية .

ومن الأسباب الموضوعية نتطرق إلى بعض منها، وهو غياب تأطير التلاميذ في التعليم الإعدادي والثانوي، حيث كانت المنظمات الشبابية والجمعيات الوطنية الجادة تقوم بتأطير التلاميذ في إطار مجموعة من الأنشطة الثقافية والفنية (محاضرات، ندوات تكوينية، ورشات، مسرح، سينما، موسيقى، دروس الدعم والتقوية، إلى آخره)، من أجل تطوير وصقل مواهب الشباب المغربي وتحصينه من التطرف عند ولوجه للمختلف الجامعات المغربية.

أما الآن، فإن الشغل الشاغل لهؤلاء الأطر والمنظمات الشبابية والجمعيات الوطنية أصبح هو: الولاء للأمناء العامين للأحزاب السياسية المغربية التي تحتضنهم من أجل مقعد في البرلمان في لائحة الشباب أو مستشار في ديوان أحد الوزراء أو منصب من المناصب الأخرى، ليتركوا الشباب المغربي عرضة للتطرف الديني والسياسي والأخلاقي، وبالتالي نحمل المسؤولية التي وصلت إليها الجامعات والمدارس والثانويات والاعداديات ودور الشباب إلى الأحزاب السياسية التي تخلت عن دورها الدستوري في تأطير المواطنين، وتفرغت وأبدعت في الدفاع عن مصالحها الحزبية الضيقة ومصالح بعض القيادات الشخصية من أجل: الاستوزار، البرلمان، المناصب السامية... إلى أخره، وتركوا الوطن والمواطنين للجحيم.

والمقاطعة دليل على أن الشعب أصبح لا يثق في الأحزاب والمجتمع، وبالتالي سيبدع في الدفاع عن مصالحه كشعب ووطن.

- عزيز الدروش، فاعل سياسي وجمعوي