في بداية سيطرة التيار الديني على مقاليد الامور في إيران، و عند إصدار قانون الزام النساء الايرانيات بإرتداء الحجاب، سارت تظاهرات نسائية في المدن الايرانية رافضة هذا القانون، والذي کان يلفت النظر و يسترعي الانتباه، ان عضوات منظمة مجاهدي خلق کن يشارکن في هذه التظاهرات و يرفعن أصواتهن مع النساء الايرانيات ضد هذا القانون، وإذا ماعلمنا بأن منظمة مجاهدي خلق تشکل العمود الفقري و العصب الاساسي للمجلس الوطني للمقاومة الايرانية، فإننا يجب عندئذ تفهم و تقبل موقفه العام من التطرف الديني. السيدة مريم رجوي، ومن خلال رٶية إستشرافية لها للمستقبل، حذرت من خطر التطرف الديني و الارهاب و إحتمال وصوله الى البلدان الاوربية عندما قالت: « ان المجازر بحق مئات الآلاف في سوريا والعراق لن تتوقف بهذه البلدان فحسب بل ان نيران هذه الحرب سوف تستفحل في المنطقة بأسرها وستمتد إلى أعماق اوروبا ايضا»، وهي بتحذيرها الجدي هذا کانت توجه أيضا مايمکن وصفه بنقد ضمني لاذع للدول الاوربية من سياساتها غير الجدية و الحازمة ضد التطرف و الارهاب خصوصا مايتعلق منها بالعراق و سوريا بشکل خاص و المنطقة بشکل عام. رجوي التي رأت بأن ظاهرة التطرف الديني التي ولد من رحمها تنظيم داعش و الاحزاب و الجماعات و الميليشيات الشيعية المتطرفة، لم تظهر تلقائيا" بل ان هذه الظاهرة استطاعت ان تتحول إلى تهديد عالمي بوجود ارهاب حكومي اي نظام ولاية الفقيه الحاكم في إيران"، واصفة هذا الامر بأنه" اهم حقيقة تتعلق بالتطرف الإسلامي"، کما ورد و يرد في خطاباتها المستمرة، خصوصا وان مايحدث حاليا في اليمن من دعم مباشر لميليشيا جماعة الحوثي تؤکد جانبا من هذه الحقيقة التي تجسدت و تتجسد بوضوح أکبر في سوريا و العراق. رجوي، التي تبادر الى شرح الامور بلغة الارقام و تٶکد حقيقة کون هذا النظام يشکل اساس و قاعدة التطرف الديني في المنطقة و العالم خصوصا حينما نرى أن المواد 3 و 11 و 154، من دستور الجمهورية الاسلامية الايرانية المعمول به تؤکد على" تصدير التطرف الديني تحت عنوان " الدعم اللا محدود للمستضعفين في العالم" او من أجل " توحيد العالم الإسلامي."، وقد لفتت السيدة رجوي النظر في خطاباتها الى أن قوة قدس الارهابية التي تأسست منذ ربع قرن تشكل الاداة لتمرير سياسة تصدير التطرف الديني. وقد رأت الزعيمة الايرانية المعارضة بأن جميع الحملات العسکرية و الحروب التي تلت أحداث 11 سبتمبر 2001، لم تؤثر على التطرف الديني و تحد منه بل انه توسع و إمتد بدلا من الانحسار و الزوال، وهي لذلك فقد حددت أربعة نقاط کخارطة طريق دولية من أجل القضاء على ظاهرة التطرف الديني و حسمه حيث سبق لها و إن طرحته أمام البرلمان الاوربي خلال إحدى إجتماعاته و حددته بأربعة نقاط أساسية هي:
اولا – قطع اذرع النظام الإيراني في سوريا ومساعدة الشعب السوري من أجل إسقاط الأسد ثانيا- قطع اذرع النظام الإيراني، قوة قدس والميليشيات المسماة بالشيعية التابعة لها في العراق. ثالثا – تكريس قراءة ديمقراطية ومتسامحة عن الإسلام في مواجهة القراءات المتطرفة سواء الشيعية منها او السنية. ورابعا- ان الحل الحاسم يكمن في إسقاط النظام الإيراني باعتباره بؤرة التطرف الديني والإرهاب.