محمد يتيم: أنا وزير ديال الكافيار ماشي مواطن ديال الزنقة وجافيل وخايزو والحليب

محمد يتيم: أنا وزير ديال الكافيار ماشي مواطن ديال الزنقة وجافيل وخايزو والحليب

بعجرفة وبمنتهى الغرور والأنانية، فجر محمد يتيم، وزير التشغيل والشؤون الاجتماعية، حقده على المغاربة، وهو يذبحهم بخنجر الغدر من الوريد إلى الوريد. قمة المهانة والتنكر أن تنظر إلى "الشعب" الذي أحرقته كـ"وقود" كي تصبه في محرك سيارة مصفحة تنقلك إلى مكتبك بوزارة التشغيل، بقاعة مكيفة وبنوافذ زجاحية، وستائر من حرير تحجب عنك ما يقع في الخارج. حتى عندما تضطرك الظروف لتجد نفسك في الشارع تضع نظارة سوداء وتضع قناعا على وجهك كي لا يتعرف عليك أحد، ويلاحظ كم تغيرت يا يتيم.. وكم قلبت وجهك!!

حملة المقاطعة كم جعلتك "قصيرا" و"قزما" في أعين الشعب الذي تسلقت على ظهره لتسمو وتعلو كنسر جارح من مرتبة مواطن "زنقوي" إلى وزير قاسي القلب. المقاطعة أخرجت وزراء العدالة والتنمية من جحورهم، وابتلعوا الطعم الذي أصبح شوكة عالقة في حناجرهم. طعم كان بمفعول السم دفعهم إلى "هذيان" أقرب إلى الاعتراف وإخراج ما يبطنون ويضمرون من أحقاد.

ربما كان حزب العدالة والتنمية هو الحزب الذي كان سينتصر للحملة المقاطعين، حتى أن الشكوك -قبل أن تتضح الرؤية- كانت تحوم حول "الكتائب الإلكترونية" التابعة للبيجيدي أو بنكيران بالأحرى، بأنها هي من أشعلت "حطب" حملة المقاطعة. لو كانت خرجات سعد الدين العثماني أو لحسن الداودي أو مصطفى الخلفي أو مصطفى الرميد مدروسة ولم تكن عدائية أو متحاملة على "المداويخ" و"المجهولين"، لكان انتصارا ساحقا للحزب الذي بعد أن امتص "رحيق" أزهار الشعب، اقتلعها من جذورها، وزرع في حقولها الأشواك. بعد غنائم الحصاد أشعل الحرائق في الشعب، وأوقد الأفران، وألهب المحارق.

محمد يتيم كان وهو يرد على أسئلة الصحافيين حول موقفه من المقاطعة، خانه دهاؤه السياسي، وجر على نفسه سخرية "المقاطعين" بمواقع التواصل الاجتماعي. جواب يتيم "الوزير" لم يكن يتناسب مع جواب يتيم، "المواطن" و"زعيم" نقابة الاتحاد الوطني للشغل. جواب يتيم "الوزير" كان مغلفا بالسخرية والتهكم، لم يكن جوابا دبلوماسيا وهادئا. فما معنى أن تقول "موضوع الحليب والكومير وخيزو وجافيل ومطيشة والبصل.. مداخلش فيه". وما معنى أن تقول أيضا "أنا ماشي مواطن.. أنا وزير، كتسولني كوزير، لو كنت مواطن ديال الزنقة متجيش تسولني"!!!

كأن محمد يتيم "الوزير" قتل محمد اليتيم "المواطن".. كأن الوزارة امتياز تصنف المواطنة إلى مواطن "مخملي" لا ينتمي إلى "الزنقة" ولا ينصت إلى نبض الشارع، ولا ينشغل بمواضيع تافهة مثل الحليب والكومير وخيزو وجافيل ومطيشة والبصل... وماسوقوش فيها... ومواطن "زنقوي" يكتوي بزيادة ولو سنتيم في عبوة الحليب أو الماء أو البنزين. ما أخطأ فيه محمد يتيم وباقي الوزراء الذين خذلوا انتظارات المواطنين، هو العجرفة في التعبير عن مواقفهم، وزلات اللسان، والاستخفاف بمطالب السواد الأعظم من الشعب. وربما مرجعية يتيم النقابية، لو مازال يؤمن بذرة إيمان مما كان يرفعه من شعارات بمنظمة الاتحاد الوطني للشغل، كانت ستكون جدارا واقيا لأي انزلاق لفظي. حتى التكوين الأكاديمي لوزير التشغيل في علم النفس، لم يشفع له ليكون متحدثا لبقا ويتفهم نفسية "المقاطعين"، ليتحاشى الوقوع في التصريحات المتسرعة التي وقع فيها زملاؤه قبله.

حملة المقاطعة كانت أكبر امتحان سقط فيها محمد يتيم وباقي وزراء العدالة والتنمية، وفقدوا تلك "الهالة" التي كان يضعوها على رؤوسهم. أكبر حزب معارض يطالب بسقوط الحكومة هو حزب "المقاطعين". وبالرغم من التبريرات التي ساقها محمد يتيم ليخرج نفسه من فلتة لسانه القاتلة، لم يقتنع أحد بها، لأن حزب العدالة والتنمية أصبح حزبا "عاريا" و"انقلابيا" و"وصوليا" و"ناسفا" لكل ما بنته الحكومات السابقة، وحان الوقت كي يقدم "الحساب".

محمد يتيم واحد من زعماء البيجيدي "المتسلقين" لسلم السياسة، عبر التجارة بالدين وليس بالمواقف والمبادئ. يتيم الذي يعيش في جلباب الحركة الأصولية، وجلباب عبد الإله بنكيران، مساره السياسي مسار مليء بالفضائح والانقلابات. ومن أجل قناع الوزير، الذي جعله يتهكم من "المداويخ" ويقدحهم بأبشع النعوت، باع حليفه وعرابه عبد الإله بنكيران. وم أجل هذه الوزارة أيضا تنكّر لماضيه النقابي، وتناسى أن أول من يكتوي بغلاء الأسعار هم العاملون والمأجورون وشغيلة المنظمة النقابية التي كان زعيما لها يا حسرة!!

وزير التشغيل والشؤون الاجتماعية اليوم هو في مرمى النيران، "يتيما".. "منفيا".. "عاريا" من أقوى سلاح كان يملكه هو "المواطن ديال الزنقة"... وهذا هو مصير "الانقلابيين".. المنفى واليتم والتجاهل والموت السريري في "غرفة أنعاش" الوزارة!!!