لماذا فشلت جمعيات المجتمع المدني المغربية بالدنمارك في اختراق المجتمع الدنماركي ونجح الخصوم لترويج الأضاليل رغم قلتهم؟

لماذا فشلت جمعيات المجتمع المدني المغربية بالدنمارك في اختراق المجتمع الدنماركي ونجح الخصوم لترويج الأضاليل رغم قلتهم؟

وجدت نفسي مضطرا للحديث بمرارة عن وضعنا المأساوي في العمل الجمعوي وتسيير المؤسسات التي نمتلكها.. جمعيات عدة  يدعي مناضلوها بأحقيتهما للدفاع عن القضية الوطنية، لكنهم فشلوا في التواجد في كل الأنشطة التي ينظمها الخصوم بدعم قوي من الجزائر ومنظمات لا تحترم أسس الديمقراطية عندما تمتنع من الاستماع للأطراف المتصارعة وتعطي الفرصة لطرف واحد لتضليل الرأي العام الدنماركي.

اليوم حضرت لقاء كالعادة نظمته منظمة أفريكا كونتاكت، حضرناه نحن ثلاثة مغاربة فقط من مجموع إحدى عشر ألف، لكن حضر أيضا من الناشطات الصحراويات المنحدرات من أكادير وطانطان وطاطا، بخلاف آبائهم وأمهاتهم المتمسكين بوحدة التراب الوطني.

وأطرح السؤال التالي: من يتحمل مسؤولية غياب الكفاءات المغربية للدفاع عن القضية الوطنية وحضور مثل هذه اللقاءات المهمة؟ أعتقد السفيرة المغادرة بغير رجعة تتحمل المسؤولية الكبرى، ويلّي ذلك الآباء المنحدرين من الأقاليم الجنوبية، ثم جمعيات المجتمع المدني والمساجد المغربية..

حضور البوليزاريو، وهم قلة في المجتمع الدنماركي، من خلال الأنشطة التي يقومون بها، يعتبر فشلا ذريعا للذين نظموا لقاء المستثمرين وغابوا اليوم ولا ندري مبرر غيابهم ككل مرة.

إن حضور مثل هذا اللقاء والدفاع عن الحقيقة وفضح أكاذيب البوليزاريو ومن يساندهم مهم وأساسي، وتعبئة الشباب من مغاربة الدنمارك المزدادين هنا يكتسي أهمية قصوى.. كفى من معاقبة مغاربة الدنمارك والشباب المزدادين هنا.

إن السياسة التي نهجتها السفيرة المغادرة أثرت سلبا على علاقة الجيل المزداد في الدنمارك وبلدهم المغربي.. إن عقلية الاستعلاء التي تمسكت بها لثمان سنوات غير مقبولة.. إن اعتبار مغاربة الدنمارك بمختلف طبقاتهم مغاربة من الصنف الرابع، لا يمكن أن يستمر..

إن تغلغل البوليزاريو وسط المجتمع الدنماركي يستمر بقوة رغم قلتهم، ويفرض على الإدارة الجديدة تغيير علاقتها بمغاربة الدنمارك والانفتاح على الجميع وطي صفحة السفيرة التي أخلت بواجباتها تجاه مغاربة الدنمارك ومع الوطن وتتحمل المسؤولية في التشرذم الذي تعرفه الساحة الجمعوية.. وأي تقصير من جانب هؤلاء تتحمل المسؤولية فيه السفيرة.

إن الخصوم رغم قلتهم استطاعوا أن يؤثروا في المجتمع الدنماركي وفي الأحزاب السياسية وفي المنظمات بمختلف اتجاهاتها وفي الصحافة كذلك، فكيف سنتمكن من العودة من جديد للساحة في وحدة وطنية وتعبأة كل الكفاءات للدفاع عن قضايا المغرب بصفة عامة.. أخشى في ظل ما حصل من إقصاء لمغاربة العالم في المشاركة السياسية أن يكون تبعات ذلك خطير على الأجيال المقبلة.

علينا جميعا أن نتحمّل المسؤولية لنطوي الصراعات التي احتدت وعلى الذين أشعلوا الفتن أن ينسحبوا من الحياة الجمعوية كما انسحبوا اليوم بدون مبرر في لقاء اليوم الذي من المفروض أن يكونوا  فيه في الواجهة، أم توصلوا بتعليمات بمقاطعة أنشطة البوليزاريو كما قاطعتها السفيرة الحالية منذ التحاقها بالدنمارك.