سعيد جعفر: فصل جديد من "دفتر تحملات" الاتحاد الاشتراكي تجاه الوطن يقوده المالكي وبنعبد القادر

سعيد جعفر: فصل جديد من "دفتر تحملات" الاتحاد الاشتراكي تجاه الوطن يقوده المالكي وبنعبد القادر سعيد جعفر يتوسط الحبيب المالكي (يمينا) ومحمد بنعبد القادر

يستمر الاتحاد في التزاماته تجاه الوطن في الأمكنة وكل الأزمنة وعبر كل المحطات وبكل الجهود. هذه هي فلسفة الحزب وهذا هو أفقه وعقيدته ودينه.

والآن وبعد حوالي سنتين من تكليف الاتحاد برئاسة مجلس النواب في شخص الدكتور حبيب المالكي، رئيس المجلس الوطني للحزب، وتعيين السي محمد بنعبد القادر وزيرا منتدبا مكلفا بالوظيفة العمومية والإصلاح الإداري، يمكن فهم الأسباب والخلفيات التي من أجلها كانت الحاجة ملحة للاتحاد الاشتراكي ولأطره.

في الأيام القليلة القادمة سيحتضن المغرب الدورة الخامسة لمنتدى الأمم المتحدة حول المرفق العام تحت شعار "الإصلاح التحويلي للحكامة العمومية من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة".

أين تكمن إذن جهود السي محمد بنعبد القادر وجهود الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في هذا المستوى؟

بدون شك تكمن هذه الجهود في:

1- "انتزاع" المملكة في شخص ممثل الحكومة وزير الوظيفة العمومية والإصلاح الإداري محمد بنعبد القادر لقرار الأمم المتحدة، بتنظيم الدورة الخامسة لمنتدى المنظمة حول المرفق العام بالمملكة المغربية.

ويعني كذلك أن الوزير المعني يتتبع الأجندة الدولية ويتفاعل معها بدقة ويعرف طموحات البلدان الأخرى بما فيها خصوم المملكة، ويملك ما يكفي من المعلومات والمعطيات حول كواليس ومسارات مثل هذه المحطات المرتبطة بقطاع تدبيره.

2- ستحتضن مؤسسات ومعارض وفضاءات وفنادق المملكة المئات من وزراء الوظيفة العمومية من القارات الخمس، بأفكارهم المسبقة و خلفياتهم و معطياتهم الدقيقة وربما الخاطئة..

وستكون فرصة للمملكة المغربية لتصحيح بعضها وتعديل الأخرى و تقديم إمكانياتها ومنجزاتها في باب الإصلاح السياسي والاقتصادي والإداري والثقافي.. وستكون فرصة للدفاع عن ملفين أساسيين في أجندة المملكة قضية الوحدة الترابية والترويج لملف احتضان كأس العالم موروكو 2026.

ماذا يعني ذلك؟

يعني أن المملكة المغربية شريك موثوق فيه للأمم المتحدة، ويعني أن من يشغل هكذا منصب يفترض فيه أن يتمثل هذا الواقع وأن يعززه ويطوره إلى مستويات أعلى، والحال أن المملكة المغربية لم "تحظ" بشرف تنظيم إحدى دورات منتدى الأمم المتحدة للمرفق العام إلا في سنة 2018 بجهود وزير الوظيفة العمومية والإصلاح الإداري في حكومة الدكتور سعد العثماني وأنها لم يسبق لها أن جربت في الحكومات المتوالية، بعد أن أخرجت حكومة التناوب بقيادة السي عبد الرحمان اليوسفي المغرب من أزماته ووفرت وضعا سياسيا واقتصاديا وحقوقيا جديدا كان يمكن استثماره لاحقا، تمرين تعزيز العلاقات مع الأمم المتحدة عبر احتضان منتدياتها الدولية حول القضايا الآنية كقضية المرفق العام والإصلاح الإداري، وهذا ما نجح السي محمد بنعبد القادر في فعله.

3- تقام الدورة الخامسة لمنتدى الأمم المتحدة تحت شعار "الإصلاح التحويلي للحكامة العمومية من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة"، وهو مشروع دولة وحكومة، ولكن أيضا وهذا يجب الانتباه له هو فلسفة للحزب سواء في أدبياته أو برامجه الانتخابي أو مشروعه للنموذج التنموي الذي ينكب عليه.

وعليه فالاتحاد من خلال هذا المنتدى ينفذ جزءا من دفتر تحملاته تجاه الوطن وهو مستمر في ذلك.

وغير بعيد عن ربح السي محمد بنعبد القادر وزير الوظيفة العمومية والإصلاح الإداري، عضو المكتب السياسي للحزب، لرهان تنظيم المغرب لمنتدى الأمم المتحدة حول المرفق العام، يقوم الدكتور حبيب المالكي رئيس مجلس النواب ورئيس المجلس الوطني للحزب بمجهودات جبارة لتمتين العلاقات الديبلوماسية للمملكة المغربية مع دول العالم.

ماذا يعني أن يزور حبيب المالكي حوالي ثماني دول في غضون سبعين (70) يوما في خمس قارات مختلفة؟

إنه يعني جهد بدني ومؤسساتي واستعداد ذهني ومؤسساتي وسياسي، ويعني كذلك تتبع دقيق للأحداث الدولية وأجندات الدول.

وهكذا بعد رحلة طويلة للفيتنام وعدد من الدول الإفريقية سيزور حبيب المالكي مصر وتونس وإسبانيا وكوريا الجنوبية، ثم سينتقل إلى كوستاريكا، وأخيرا دولة سيراليون ممثلا لجلالة الملك في حفل تنصيب رئيسها الجديد.

ويعني ذلك أن المالكي ينفذ حرفيا مضامين التكليف الشعبي والنيابي بالدفاع عن المصالح العليا للمملكة المغربية لدى دول العالم و ضرورة الحضور المستمر في أجندات الدول وعدم ترك الكرسي فارغا وفتح قنوات الاتصال الرسمي والحزبي داخل هذه الدول.

وينفذ حرفيا توصيات رسالة التهنئة الملكية بمناسبة انتخابه رئيسا لمجلس النواب، حيث أوصى جلالة الملك بديبلوماسية برلمانية نيابية فعالة متسمة بالاستعداد والجاهزية والحضور وعمل القرب دفاعا عن المصالح العليا للمملكة لدى الدول وفي المحافل الدولية.

ويعني من جهة أخرى حضور حبيب المالكي وفريقه المحطات الحاسمة في حياة الدول من خلال لحظات تنصيب الرؤساء أو الاحتفالات بالأحداث الوطنية فتح قنوات تواصل وإقناع مباشر ومزاحمة ودحض أطروحات خصوم المملكة المغربية الذين يستغلون مثل هذه المحطات والأحداث بطبيعة الحال.

هذا إذن فصل جديد من "دفتر تحملات" الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية تجاه الوطن، ومؤكد أنه مستمر في تنفيذ باقي فصول والتزامات هذه التحملات من مواقع مختلفة وبأطر كثيرة وجديدة.

والحال كذلك أن بوادر نجاح هذه الدورة الخامسة لمنتدى الأمم المتحدة حول المرفق العام بدأت في الظهور بعد أن عبر عدد من كبار المسؤولين الأمميين في تلبية الدعوة و تأكيد حضورهم ومنهم السفير المندوب الدائم لتانزانيا لدى الأمم المتحدة.

- سعيد جعفر، عضو المجلس الوطني للحزب