عبد اللطيف برادة:صدقني أيها القارئ..إن الحق ينتصر

عبد اللطيف برادة:صدقني أيها القارئ..إن الحق ينتصر عبد اللطيف برادة
من المؤسف إن يقتنع الفرد أحيانا إن انتصار الخير على الشر مجرد أكذوبة نضحك بها على أنفسنا حتى نعيش متفائلين، و إن الحقيقة هي إن البقاء دائما للأقوى. لا لن أواري القائلين بدلك ولن انظم لصفوفهم ومع دلك لن أشجع أحدا على انتظار الساعة لقيام العدل
سأنصحك أيها القارئ كي لا تصدق من يقول لك انتظر، لا تصدق من قال لك انه عليك انتظار قيام الساعة؟ لان الظلم سيستمر ما دمت أنت تنتظر. فإذا كنت تبحث عن العدل فكن أحد رجاله الأقوياء ، وإذا كنت تريد أن ينتصر الخير فكن أحد جنوده الصامدين، ولكن أن انتظرت الصلاح والإصلاح وصدقت خرافة لا يصح إلا الصحيح وأنت نائم ، فقد تكون أنت بنفسك السبب الرئيسي في استمرار الظلم . أنك قادر أيها القارئ على أن تختار بين الخير والشر بفكرك وفعلك وإصرارك، فأنت طرف مؤثر جداً في الحرب الدائرة بين الطرفين. استعد أيها القارئ ها هي جيوش الشر تعود الآن ترمح بكل ما لديها من قوة سعيدة متفاخرة بفسادها، تحول كل مصائبها إلى إنجازات، وتوصف كل كوارثها بالمعجزات
ها هم المفسدين وقد امتلكوا من القدرة ما يجعلهم يلومون كل من يدافع عن الحق، وتناسوا أنهم كانوا السبب الرئيسي في انتشار طاعون الفساد، واكتساحه للحياة السياسية ، نعم انأ معك أيها القارئ فلن يصح الصحيح إلا بدفاعك عنه، ولن تصلح أحوال هذا الوطن إلا حينما يكون الخير فيه أقوى من طيور الظلام ودلك لن يقوم إلا بنهوض الأخلاق التي تم تغييبها حيث أن بيع الضمير، وسحق الكرامة أصبح شيء مشاع، ورغم معرفتنا بأن الطريق المستقيم هو أقرب الطرق للوصول إلى تحقيق الأهداف، إلا أنه قد أصبحت الطرق الملتوية هي الجسر لتحقيق الهدف..فقل لي أيها القارئ أين ذهبت قيم الأمس؟ أين منا الصدق والإخلاص ؟ أين نحن من الغش والخداع والنفاق ؟! نعم انأ معك فقد يكون في الظاهر أن الرابح هو من باع ضميره، لكنه رابحٌ مؤقت ؛ لأن الحياة لا تقوم إلا على قواعد سليمة، والاستعباد يقع ولكنه لا يستمر، والفرق بين الحق والباطل له نتائج ظاهرة على صاحبه، وعلى كل من حوله، فلا يمكن للعدل أن يتساوى مع الظلم، ولا يمكن للعادل أن يشعر بما يشعر به الظالم، إن الانتصار الحقيقي هو لمن وقف ولم ينكسر أمام التيار المخادع... فالهزيمة لا تعني الخسارة إلا عندما تسكن الهزيمة العقل والروح، والشر لن ينتصر، رغم أن هناك عينة أدمنت إيذاء البشر وتظن أن من لا يشبهها يكون ضدها، وتجهل بأن الانتصار في النهاية سيكون للشرفاء مهما طالت المعركة، وكلما هزم الشر يشعر الإنسان بالفخر؛ لأنه يختلف عن تلك العينة؛ فالأخلاق تبدو دائماً على جبين أصحابها نور مضيء، وانعدامها كالوشم الأسود على جبين أصحابها ولا يمكنهم محوه، فالإنسان موقف، وقد يكلفه هذا الموقف حياته، ولكن تبقى المبادئ دائماً فوق المصالح، ويعيش أصحاب المبادئ في ضمير الأجيال، فنقطة الحسم لا تتوقف عند فترة محددة، يربح فيها من هو صاحب الضمير النائم، ولكنه ربحٌ وقتي وزائل، فماذا يعني النجاح والتفوق؛ إذا كان الثمن ضياع القيم وموت الضمير؟! إنّ عالماً بلا أخلاق لا يعني إلا خللاً في المعايير، وغياب الحس الإنساني، وإحلالاً للأنانية والانتهازية، مع العلم أن سيادة لأخلاقٍ نابعة من تعاليم ديننا الذي أمرنا بأن نخالف الناس بخلق حسن، كن متيقنا أيها القارئ انه وفي النهاية سينتصر الخير بكل أشكاله ووجوهه؛ لأن الصادق في قرارة نفسه متأكد بأنه المنتصر بأخلاقه، مهما لوّن الآخرون الحقيقة، نعم سينتصر الحق ما دام هناك من يتمسك بقيمٍ نبيلة، ومادام هناك من يؤمن بأن يد الخير الرقيقة ستكسر يد الشر القاسية فئة لا تنزعج إذا لمست إنكار البعض لما قدمت من الخير ، فئة لا تستسلم لوساوس الشيطان، فتكره التضحية والعطاء بدعوة أن بعض البشر لا وفاء لهم، وإنما تواصل طريقها اعتماداً على أن ما يضيع عند الناس لا يضيع عند الله، فهو سبحانه يمهل ولا يهمل، فكك واثقا انك بما قدمته خيراً مستتراً قد تكون قد أبعدت شراً مستترا، وثق في أن ثواب الآخرة خير وأبقى، فالنهايات دائماً جميلة، فالله جلّ جلاله ليس بظلام للعبيد..