النقابي لحسيني: حكومة بنكيران.. حكومة للموردين والتابعين فقط !

النقابي لحسيني: حكومة بنكيران.. حكومة للموردين والتابعين فقط !

يرى رحال لحسيني، فاعل نقابي، ونائب الكاتب الوطني للجامعة الوطنية للصحة ( إ م ش)، أن الحصيلة الاجتماعية لحكومة بنكيران كانت كارثية وبالمطلق، وشدد محاورنا على أن هذه الحكومة تعتبر الحكومة الوحيدة على امتداد مغرب مابعد الحقبة الاستعمارية، التي لم تقدم أي شيء يذكر لفائدتهم ولم تحافظ على مكتسباتهم على علاتها. فيما يلي المةقف الذي عبر عنه لحسيني ل " أنفاس بريس": 

نحن الآن في اللحظات الأخيرة من عمر حكومة بنكيران، هل يمكن إعطاء تقييم لحصيلتها الاجتماعية

بشكل عام يصعب القيام بتقييم موضوعي لحصيلة هذه الحكومة المنتهية ولايتها، دون الوقوف عند كونها قد أعلنت، ومنذ البدء، أنها مارست عداءها الواضح للأجراء وعموم الجماهير الشعبية من خلال قراراتها وإجراءاتها التعسفية والتراجعية المتعددة، ولعل من أبرزها تمريرها الديكتاتوري للقوانين الانتقامية المشؤومة المتعلقة بالتقاعد، وغير ذلك من القوانين التراجعية والتخريبية: تفتيت صندوق المقاصة، الإجهاز على الحق في الصحة والتعليم... التضييق على الحريات النقابية وسعيها المتواصل لوأد حق الإضراب سواء من خلال الاقتطاع الإنتقامي من أجور المضربين الذي اعتبره رئيس الحكومة مذكور في "القرآن" ..!، وكذلك من خلال مشروعها الرجعي الملتبس الرامي لتكبيل ممارسة حق الإضراب بشكل تام؛وذلك من خلال عدم بدلها لأي مجهود في الاستماع لمطالب وانتظارات الأجراء وتعطيل الحوار الاجتماعي مركزيا وقطاعيا وإفراغه من أي مدلول حقيقي وعدم الاستجابة لمطالب الأجراء.. حيث تعتبر الحكومة الوحيدة على امتداد مغرب مابعد الحقبة الاستعمارية، التي لم تقدم أي شيء يذكر لفائدتهم ولم تحافظ على مكتسباتهم على علاتها، لضمان حقهم في الحد الأدنى من العيش الكريم خصوصا مع الارتفاع المهول في أسعار مختلف الخدمات والمواد الأساسية.. الناتج في معظمها عن قراراتها اللاشعبية.

أمام هذه المعطيات وغيرها، لم تترك هذه الحكومة أية إمكانية من تسجيل أن حصيلتها كانت سلبية بل كارثية وبالمطلق، فمهما قد يحاول البعض التخلص من أثرالضربات الموجعة التي وجهتها هذه الحكومة ومن يقف ورائها لعموم الأجراء والجماهير الشعبية فلا أحد يستطيع رؤية غير ذلك.

هناك من له رؤية أخرى لمنجزات الحكومة، ويقول أنها  حققت العديد من المنجزات في قطاعات متعددة، ما ردّك على ذلك؟

هذه الحكومة  لم تنجز غير العداء ولاشيء غير العداء للكادحين، الذي يمكن إرجاعه لرغبتها في إخراج معظم هذه الفئات من المشهد السياسي/الانتخابي الذي لاينخرط فيه جميعهم أصلا، لأسباب متعددة، وتحييد أغلبيتهم ماداموا غير موالين لها بشكل عام.. مما جعلها حكومة للموردين والتابعين، حكومة لأهلها وليس لكل المغاربة، وهو الرهان الذي اشتغلت عليه فعليا. ونعتقد أن الرد الملائم على عنترية مثل هذه الحكومات يتمثل أساسا في وحدة صف الطبقة العاملة المغربية، وعموم الجماهير الشعبية في كل المواقع والقطاعات، للدفاع على حقوقهم وصون مكتسباتهم ومواصلة وتكثيف النضال وتطوير آلياته للتصدي للتراجعات ولتحسين أوضاعهم الاجتماعية... في أفق مغرب العدالة الاجتماعية والكرامة والحرية.