الفاعل المدني لقمان: الفلاح "بقرة حلوب" جف ضرعها يا رئيس الحكومة

الفاعل المدني لقمان: الفلاح "بقرة حلوب" جف ضرعها يا رئيس الحكومة من المقاطعين..

تحدث الفاعل المدني والسياسي، أمين لقمان، في تدوينته حول موضوع الحليب انطلاقا من تجربة سابقة عاشها بمنطقة الرحامنة، وأكد أن "الفلاح تبيع له شركة الحليب البقرة المستوردة بثمن 27000.00 درهم، وتأخذ منه تسبيق 7000.00 درهم، وتقتني الشركة البقر من فرنسا أو هولندا أو ألمانيا بسعر 16000.00 درهم، أي قبل أن تبدأ في حلبه تربح مع الفلاح 11,000,00 درهم، في كل رأس بقرة".

ولتوضيح قيمة الأرباح التي تجني الشركة من عملية استيراد البقر وتوزيعه على الفلاحين أوضح لقمان أمين  ذلك من خلال فرضية "فإذا كانت الباخرة الواحدة تقل 1000 رأس بقرة، فإن أرباحها تصل إلى أزيد من مليار سنتيم في الحمولة الواحدة".

و يستطرد لقمان في شرح معاناة الفلاح مع رعاية البقر قائلا "حين يقوم الفلاح بشراء بقرة (ليست بقرة بل عجلة ضاربة أو عامرة كما يسميها الفلاحون) تمكث عنده مدة تتراوح بين 4 و6 أشهر يقوم بإطعامها والعناية بها إلى أن تضع حملها". هنا يدخل الفلاح إلى خندق الاقتطاعات والحسابات حيث أنه "مدين بعد التسبيق لشركة الحليب بـ:20000.00 يوقع على وثائق ومستندات بأن يؤدي ثمن البقرة من إنتاج الحليب الذي تأخذه الشركة وتحدد ثمنه بدون اتفاق الطرفين وتخصمه من دينها على الفلاح".

ولأن لقمان يتحدث من داخل تجربة معينة فقد وصف الأمر بـ "في هذه المرحلة يصبح الفلاح هو البقرة تحلبه شركة الحليب، وتحلبه شركة الأعلاف، وتحلبه أجور العمال ويحلبه البياطرة بأدوية باهظة الثمن قد تعالج كل شيء إلا الأبقار.... ويستمر الفلاح المسكين في بذل كل مدخراته وجهده من أجل تعليف البقرة التي "يلزمها بين 20 أو 30 كلغ من (لونسيلاج أو الذرية) بثمن معدل 25.00 درهم، وتحتاج البقرة إلى 6 كلغ من الأعلاف المركبة بثمن 20.00 درهم، وبالة من التبن بثمن معدل 20.00 درهم، هذا في غير أوقات الجفاف."

بمعنى يقول لقمان "أن البقرة الواحدة يلزمها 65.00 درهم يوميا، دون الحديث عن الأملاح المعدنية والفورمول والكالسيوم لكي تظل واقفة لأنها ترضع عجلها، ودون الحديث عن الأدوية خاصة الأمراض التي تصيب الأبقار الحلوب الفرقش ـ الضرع ـ والوالدة، أضف إلى ذلك أدوات الحلب والنظافة وغيرها". وحسب تجربة لقمان أمين فالبقرة "تنتج ما بين 12 لتر و36 لتر في أقصى الأحوال أي بمعدل 22 لتر في اليوم، تلهفه شركة الحليب من الفلاح بسعر 2.90 درهم أو 3.40 درهم، بمعنى أن البقرة تستهلك 70.00 درهم، يأخذ الفلاح 65.00 درهم ؟؟".

خلاصة القول أن الفلاح المسكين صابر، لا يتكلم يقول لقمان "لأنه مدين للشركة، ويسعى إلى تحرير البقرة من حزمة الوثائق ومستندات لكريدي، لتصبح ملكا له. هذا في حالة إذا لم تمرض أو تمت دون تعويض، ويحلم بأن يستفيد من العجل بعد إيوائه وإطعامه ومراقبته". وجدد تأكيده بأن "الفلاح لا يستشار في ثمن الحليب أولا، لأنه مدين، وثانيا لا يمكنه بيع الحليب لمنافس آخر".

وخلص أمين لقمان إلى التأكيد على أن "قول الحكومة بأنها تخاف على الفلاح من المقاطعة هو كلام تافه وديماغوجي، والدليل هو أن أغلب الفلاحين أصابهم الإفلاس وأغلب تعاونيات إنتاج الحليب أغلقت مقراتها وتحولت إلى ردهات المحاكم وتحولت استراتيجية الشركات إلى الاستثمار بنفسها أو مع الخواص في الضيعات الكبرى بمئات وآلاف الأبقار، واستعمال التقنيات الحديثة التي لا يقدر عليها الفلاحون الصغار". وعليه يضيف نفس المتحدث "فلا خشية على الفلاح إلا من المضاربين والغشاشين والمقامرين بأمن البلاد وسلمها الإجتماعي، بفعل جشعهم وبفعل غياب حكومة تحمي الاقتصاد الوطني ودوراته وسلاسله الإنتاجية بمنظور اجتماعي تضامني".