ناجي بناجي: مهرجان أكادير للكاريكاتير ليس مجرد ملتقى أو مسابقة بل احتفالية تجمع مدارس عالمية

ناجي بناجي: مهرجان أكادير للكاريكاتير ليس مجرد ملتقى أو مسابقة بل احتفالية تجمع مدارس عالمية صورة جماعية لبعض المشاركين المغاربة والأجانب، يتوسط ناجي بناجي الجالسين منهم

أسدل الستار قبل أيام على النسخة الثانية للمهرجان الدولي للكاريكاتير بإفريقيا، والذي أقيم في مدينة أكادير خلال الفترة الممتدة ما بين الثالث والتاسع من ماي الجاري.

وكما توجت الدورات السابقة، كانت دورة هذه السنة مميزة وناجحة بكل المقاييس، حسب إدارة المهرجان التي يترأسها الفنان ناجي بناجي، مضيفة بأن الحدث عرف مشاركة قياسية لأكثر من 600 فنان وفنانة ينتمون لأزيد من 84 دولة حول العالم، تنافسوا لنيل إحدى جوائز المسابقة، والتي بلغ مجموع قيمتها المادية ما يقارب 60000 درهم.

وتضيف إدارة المهرجان، بأن تلك القيمة تبوئ مسابقة الأخير كأحد أعلى المبالغ الممنوحة في صنف الكاريكاتير، ليس في إفريقيا أو على الصعيد العربي فقط، وإنما على الصعيد العالمي كذلك.

ويشار إلى أنه ومن منطلق اعتياد أن إدارة المهرجان على طرح موضوع معين للتنافس في المسابقة، فقد وقع اختيارها هذه السنة على تيمة الماء بما تمثله من أهمية قصوى على اعتبارها أحد أهم المواضيع التي تستأثر باهتمام الرأي العام العالمي.

ومن جانب آخر وعلى عكس النسخة الماضية، عرفت دورة هاته السنة حضورا لافتا لأسماء بارزة في عالم الكاريكاتير تحملوا عبء ومشاق السفر لمشاركة زملائهم في المغرب نشوة الإحتفاء بهذا الفن الساخر، ومن بين هؤلاء:  الفرنسي « بيرنارد بوتون »، وهو نائب رئيس الفيدرالية الدولية للكاريكاتير، و « جيانيس جيرولياس » من اليونان، و  الفنان الأردني البارز « عماد حجاج » بالإضافة لفنانين من الصين، كذلك فقد عرف المهرجان حضور ممثل للسفارة الصينية بالمغرب الذي أثار انتباه الحضور بتفاعله العفوي ورقصه مع إحدى الفرق الموسيقية الأمازيغية التي قدمت وصلات فنية خلال حفل توزيع الجوائز، كما كانت تونس حاضرة كذلك بوفد من تلاميذ أول مدرسة للكاريكاتير بإفريقيا والشرق الأوسط.

ووفاء بوعده للمشاركين أعلن مهرجان إفريقيا الدولي للكاريكاتير عن الجوائز التي رصدها للفائزين في المسابقة، والتي جاءت نتائجها منطقية بالنظر للقيمة الفنية والبراعة الفكرية التي أظهرها المتسابقون المتوجون في معالجة موضوع الماء. وهكذا اشترك المرتبة الأولى فنانين من الصين، بينما عادت المرتبة الثانية لبلجيكا، أما المرتبة الثالثة فكانت لصالح كرواتيا، كما كانت الجزائر حاضرة بقوة أيضا، إذ حصلت هي و "كوبا" على جائزة خاصة.

وفيما يخص جائزة "البورتريه" والتي أقيمت لها مسابقة خصص موضوعها لقيدوم الفنانين المغاربة الأستاذ العربي الصبان، فقد كانت من نصيب الرسام المغربي الشاب محمد أجيك. وحرصا منها على الإهتمام بالفنانين الكبار وبعد تكريم الأستاذ « إبراهيم المهادي » خلال دورة السنة الماضية، اختارت إدارة المهرجان هذه السنة الإحتفاء بأحد أبرز الرسامين المغاربة ممن له تاريخ حافل من الإبداع الكاريكاتوري والعطاء الفني المميز الذي نشأ وترعرع على النهل من معينه المئات من الفنانين المغاربة والعرب، كما تعلق بحب رسوماته الساخرة الملايين من المواطنين ممن وجدوا فيها خير معبر عن معاناتهم وإنتظاراتهم. الأمر يتعلق هنا بالأستاذ العربي الصبان تلك القامة الفنية الكبيرة التي قررت إدارة المهرجان الإحتفاء بها اعترافا منها بسنوات طويلة من العطاء الفني العابر للحدود.

وكم كانت اللحظة عظيمة حين عبر الأستاذ الصبان وهو يتسلم درع التكريم من يدي الفنان إبراهيم المهادي عن تأثره العميق بهذه الإلتفاتة النبيلة، وهو ماعكسته كلمته التي ألقاها بهذه المناسبة على الحاضرين. شكر من خلالها إدارة المهرجان ممثلة بشخص الفنان ناجي بناجي على ماي قوم من جهود للرقي بمستوى الكاريكاتير بالمغرب، منوها في ذات الوقت بالإهتمام الخاص الذي يبديه المهرجان بأسماء أعطت الكثير للمشهد الكاريكاتوري ببلادنا وكاد النسيان أن يدفنها للأبد .

وفي إطار انفتاح المهرجان على محيطه الاجتماعي، تم تنظيم عدة لقاءات وأوراش ومعارض فنية شارك فيها الفنانون المغاربة والعرب والأجانب بحس تفاعلي جميل، مع تلاميذ وتلميذات المؤسسات التربوية مثل مدرسة فاطمة الفهرية وفرع قرية الأطفال بأكادير والمدرسة الجماعاتية بأربعاء الساحل التابعة لمدينة تزنيت، حيث رسموا ابتسامة عريضة في وجوه الأطفال وتركوا فرحة في قلوبهم .

إذن، وكما قال الفنان ناجي بناجي، فإن المهرجان الدولي للكاريكاتير بأكادير، ليس مجرد ملتقى للفنانين أو مسابقة للفوز بإحدى الجوائز فقط ، بل إنه احتفالية كبرى تجمع مدارس وأساليب فنية مختلفة حول العالم بما يعود بالنفع على جميع المهتمين بهذا المجال.