حافيظي: ليست هناك تجارب ناجحة في الربط بين السياسي والدعوي، وحان الوقت للعلمانية

حافيظي: ليست هناك تجارب ناجحة في الربط بين السياسي والدعوي، وحان الوقت للعلمانية

إصرار بنكيران على ترشيح السلفي المتشدد حماد القباج المعروف بأفكاره المتطرفة هو تحد للسلطة من طرف حزب العدالة والتنمية، هذا الحزب لولا استغلاله للإسلام لما وصل إلى رئاسة الحكومة في المملكة المغربية.. كان على بنكيران أن يعرف أن المجتمع المغربي مجتمع مسلم وليس إسلاموي.. حماد القباج معروف بآرائه المتطرفة وبأشرطته المنتشرة في المجتمع والتي تدعو مباشرة إلى التفرقة وإبادة العنصر اليهودي السامي وتكفير كل من لا يعتقد معتقدات السلفية الجهادية وفكر الإخوان المسلمين المتزمت الذي لم ينجح في مهدها مصر لينجح عندنا نحن المغاربة المعروفين بمحبة ال البيت والمذهب المالكي والتصرف السني..

كان على بنكيران أن يبعد رجال الدعوة عن الميدان السياسي ولا يخلط الدين بالسياسة.. فلم يسبق لأي رجل دعوة أن نجح في السياسة فحتى صديقي وابن عمي الإدريسي الذي أعرفه جيدا من خلال لقاءاتنا في جمعية الدعوة الإسلامية العالمية الليبية انطفأت جذوته بمجرد دخوله إلى قبة البرلمان، ونفس الشيء يقال عن الدكتور عبدالسلام بلاجي الذي همشه بنكيران وجرده من كل مهامه لأنه لم يرد أن يجمع بين الدين والدعوة ويصفق لبنكيران مع المصفقين.. الدكتور سعد الدين العثماني كل إخفاقاته في السياسة سببها أنه يخلط في غالب الأحيان بين السياسي والدعوي..

إقدام بنكيران على ترشيح القباج في مراكش وهي مدينة سياحية يباع فيها الخمر في واضحة النهار وتمارس فيها الرذيلة بدون تحفظ ولا تستر هو عمل استفزازي.. فماذا حققت كل بلديات مراكش التابعة للإسلاميين ليحققه القباج وهو المعاق فكريا؟ إنهم يريدون القضاء على أرزاق الناس في مدينة سبعة رجال المعروفة بالتسامح والتآخي والتآزر..

بنكيران يلعب على دغدغة عواطف المواطنين لحصد أصوات المواطنين وهو يعرف في قرارة نفسه أنه لولا اعتماده على الدين الإسلامي لما حصل على أي شيء ولكان مصير حزبه نظير حزب زيان الحزب الليبرالي المغربي..

إن رفض ترشيح القباج من طرف الوالي البجيوي عمل له أبعاد سياسية هادفة وإن إصرار بنكيران على ترشيحه وتضامنه معه يبين نيته المبينة ورغبته في الحفاظ على كرسي رئاسة الحكومة بكل الوسائل باستعمال الدين لتحقيق مآربه الخفية.. ولحماد القباج أقول عاش من عرف قدره وجلس دونه.. وإن رسالة القباج الاستعطافية لجلالة الملك محمد السادس نصره الله ماهي إلا هروب إلى الأمام لأنه يعرف في قرارة نفسه أن السلطات المحلية تملك من الأدلة ما تستطيع به منعه من الترشح.. وعند هجينة الخبر اليقين..

كلمة أخيرة، الشعب المغربي جرب الاشتراكيين ففشلوا.. وجرب الاستقلاليين التعادليين ففشلوا.. وجرب الإسلاميين فلم يكتب لهم الله النجاح.. وقد حان الوقت أن يجرب العلمانيين وقد ينجحوا، لأنه يوجد في النهر ما لا يوجد في البحر...