-العامل الأول: فقدان المغرب لسيادته الاقتصادية والاجتماعية بعد أن تبينت للمغاربة معالم اختياراته المتوحشة، القائمة أساسا على تغليب التوازنات المالية امتثالا لقرات صندوق النقد الدولي التي إكتوى المغاربة بشراستها بعد إقرار الحكومة الحالية لما سمي بإصلاح أنظمة التقاعد والمقاصة، وتعليق التزام الدولة بالتوظيف وغيرها. -العامل الثاني: مواصلة تهديد ثوابت الأمة المذهبية عبر الاستمرار في التشويش على إمارة المؤمنين، وما تعنيه من حماية المشترك الروحي للمغاربة، خاصة بعد ان جند بنكيران اذرعا جديدة ممثلة في الطيف السلفي الظلامي للاستقواء به ضد ما يعتبره آلية التحكم. -العامل الثالث: دخول المغرب زمن الردة الفكرية المعادية للعقل وللفن وللمرأة وللديموقراطية. ولقد لاحظنا كيف هادن البيجيدي تيارات التكفير، وبنكيران رئيس الحكومة وزميله في الحزب وزير العدل والحريات. العوامل الثلاثة نذير شؤم على المغاربة، وعلى مستقبل المغرب الحداثي والديموقراطي. لأجل ذلك نعتبر تاريخ 7 اكتوبر الحد الفاصل بين مغربين. ولأجل ذلك،أيضا، تكون مسؤولية الناخبين ذات طابع تاريخي حاسم فبإمكانها أن تنقذ المغرب القادم، او تسلمه للاخوانيين متعددي الاقنعة والولاءات.