حكام قطر: قلبي مع إيران وسيفي مع البوليساريو في ملف الرباط وطهران

حكام قطر: قلبي مع إيران وسيفي مع البوليساريو في ملف الرباط وطهران أمير قطر تميم (يسارا) وإبراهيم غالي زعيم البوليساريو

لم تتردد مجموعة من الدول العربية (وعلى رأسها دول الخليج)، وكما هو معلوم، في التعبير عن موقفها الإيجابي من القرار الذي اتخذه المغرب يوم الثلاثاء 1 ماي 2018، بخصوص قطع علاقاته الدبلوماسية مع إيران جراء ثبوت دعم حزب الله اللبناني لجبهة البوليساريو الانفصالية. لكن، يبقى للموقف القطري والصيغة التي أصدرت بها الدوحة بيانها، محط التباس كبير.

وأول ما لوحظ في البيان المشار إليه هو عدم تضمينه لا من قريب أو بعيد ذكر إيران. مما فسره المتتبعون بتأكيد قطر غير المباشر لعلاقاتها المتينة مع الدولة الفارسية. وبالتالي، فإن بيان الأخيرة لم يكن أكثر من محاولة "جبانة" حتى لا تبدو خارج سياق المساندة الصريحة لباقي الدول الخليجية من قبيل الإمارات العربية المتحدة والسعودية والبحرين.

هذا، وذهب بعض المحللين إلى اعتبار بيان قطر على النحو الذي طلع به، ترجمة لمدى الحرج الذي وجدت فيه نفسها، وهي ذات الارتباط القوي بطهران، حتى أنه لا يمكن تصور مشروعا إيرانيا من غير ضلوع قطر في حبكه أو تسخيرها لإكمال أركانه.

والأكثر من ذلك، حسب المتتبعين دائما، بدأ دعم قطر لانفصاليي البوليساريو بنسب لا تقل عن الدعم الإيراني ومن يدور في فلكه، سواء عبر الإمدادات العينية المالية واللوجيستيكية، أو من خلال تحويل قناتها الرئيسية "الجزيرة" إلى بوق للجبهة تذيع منه كل سمومها الذي لم تزد الوضع إلا توترا. مما يعطي دليلا آخر على عزم الدوحة الراسخ لبعث القلاقل العربية، وأيا كان موقعها.

وانطلاقا من هذه الاستنتاجات وغيرها كثير، لم يعد، كما كان، شك في لعب قطر على الحبلين، وفي ملف يعد الأول وطنيا. مما يبقي السؤال مطروحا حول الموعد الذي يأتي فيه الدور على الدوحة طالما أنه، وعلى غرار ما قاله الملك محمد السادس، بأن زمن ازدواجية المواقف انتهى، يحق التذكير بأن زمن النفاق السياسي أيضا مضى وولى.