عبد اللطيف برادة:لماذا لا يقرأ المواطن العربي ؟

عبد اللطيف برادة:لماذا لا يقرأ المواطن العربي ؟ عبد اللطيف برادة
مؤسف أن نعلم أن غالبيتنا لا تقرأ لأسباب واهية، وتكرس مع ذلك معظم وقتها في أشياء تافهة فهي في الغالب عقول فارغة؛ تتمتع برفاهية قاتلة وحياة مترفة تكاد تقتل العقل
و ربما قلَّة الوعي بأهمية القراءة، كان سبباً رئيساً، في ذلك أو لأسباب أخرى كثيرة يصعب الإسهاب فيها، فلا حظ انك عندما تسأل شاباً عن المنطق أو عن توجهاته؛ في زمن بات الانفتاح على التفافات يعني ضياع الهوية عالما أحادي مهيمن، وان سالت أحدا لماذا لا يقرا لن تجد من يرد عليك ردا مقنعا لماذا؟ هل الشخص المعني لا يملك ذكاء؟ بل عكس ذلك قد تجده ربما يفوق كثيرين بذكائه، بل لأنه فقط لا يرغب في الاطلاع لا يقرأ لأنه لم يتعود على ذلك ولهذا قد تجدني أتوجه إليه هنا في هذه المقالة ببعض النصائح لعلها تقنعه كي يتصالح مع الكتاب وكيف لا وهو خير أنيس إليك ادن أيها القارئ يتوجه هدا المقال.
فهل تعلم أيها المتمرد على القراءة أن الكتاب.. مفتاح الثقافة وانك عندما تقرأ كتاباً فأنت تقرأ حصيلة كاتب أمضى معظم وقته حتى يعده لك تأكد أيها القارئ بأنك.. لن تكون مثقفاً حتى تقرأ.. لن تكون مقنعاً حتى تقرأ.. لن تكون صاحب حجة حتى تقرأ.. لن تكون محاوراً ناجح حتى تقرأ ..لن تكون واعياً حتى تقرا فالقراءة تغذي روحك تفتح آفاقاً جديدة في عقليتك تنمي حصيلتك اللغوية لتستطيع أن تتحدث وتحاور بثقة والثقة لا تأتي من فراغ اشبع ذاتك.. ووسع مداركك، وإن بدأت بالقراءة حذارِ أن تنبهر بكاتب معين وتتبنى أفكاره وتوجهاته وتلغي نفسك والآخرين إنما اجعل من الكاتب بستاناً، ادخل واستمتع داخل مقاله أو كتابه، وأن أعجبك شيئاً، احمل بعض الشيء منه وأخرج، لتذهب لبستان آخر حتى تستطيع أن تكون لك بعد ذلك بستاناً خاصاً بك لا تقل ليس الآن أعمل من الآن على أنك تقرأ أسبوعياً كتاباً حتى تكون صداقة بينك وبين كتابك وبعد رحلة قصيرة مع الكتاب ستستشعر الفرق وستنير بعض دياجير عقلك وسينطلق لسانك حاملاً مفردات جديدة تنم عن ثقافة لا تغفل، أيضاً، عن مجالسة من هو اعلم منك لن أقول أكبر منك لأن الكبر ليس دليلاً عن دراية، لكن جالس من هم أوعى و"أثقف" منك لتستفيد منه ابتعد عن الأشخاص البوهيميين الذين لا يملكون مبادئ لأنهم كالداء المعدي، و اعلم إن قراءتك الواعية، وثقافتك الواسعة؛ هي المصل ضد هذا الداء؛ ولا تحصر نفسك في مجال واحد فقط.. نوِّع في قراءاتك كي تواكب المجتمع وتطوراته ابدأ من الآن حتى لا يفت الأوان بعد بعدها ستشعر بالثقة وبالرضا عن الذات.