خالد جبري : ساكنة طاطا مهددة بالعطش جراء استنزاف الفرشة المائية بزراعة الدلاح

خالد جبري : ساكنة طاطا مهددة بالعطش جراء استنزاف الفرشة المائية بزراعة الدلاح خالد جبري
قال الفاعل السياسي بإقليم طاطا خالد جبري في حواره مع جريدة " أنفاس بريس " في موضوع ظاهرة استنزاف الفرشة المائية واكتساح زراعة الدلاع بالمنطقة أنها أدت إلى " أضرارا خطيرة تتجلى في النقص الحاد لمياه السقي الذي ينذر بكارثة بيئية، والأخطر من ذلك صعوبة تزويد الساكنة بالماء الصالح للشرب، حيث لا تتعدى مدة التزويد ساعة في اليوم بفم زكيد مما أثار استياء لدى السكان الذين عمدوا إلى خلق تنسيقية بالمنطقة، خرجت تحتج على الوضع ".
 
++هناك حديث عن خلل في توازن بيئة النظام الواحاتي بسبب زراعة الدلاح الدخيلة، هل تتفق مع هذا الموقف؟
إن زراعة الدلاح عرفت توسعا ملفتا للنظر في واحات فم زكيد بإقليم طاطا مشكلة بذلك ظاهرة غريبة لبيئتها التي تتميز بمحدودية المساحات التي تغطيها كل زراعة على حدة، مراعاة للنقص الحاد في المياه الذي يشكل إكراها بنيويا في المنطقة. وقد سجلت زراعة الدلاح خلال السنوات القليلة الماضية، إقبالا متزايدا بحيث أن عددا كبيرا من المستثمرين من خارج المنطقة تهافتوا على الأراضي المتواجدة داخل وخارج الواحات لاستغلالها في هذه الزراعة أدت إلى توسع هذه الأخيرة على حساب المزروعات الأخرى مما أدى إلى اختلال التوازنالذي يتسم به النظام الواحاتي، وبالتالي هيمنة الزراعة التسويقية التي تعتمد على الربح السريع على النظام المعاشي المتبع عبر الأجيال والذي حافظ بشكل كبير على استقرار النظام الاقتصادي والاجتماعي والبيئي.
++ هل أُثرت هذه الزراعة على الفرشة المائية بطاطا ؟
من المعلوم أن شركات كبرى توافدت هي الأخرى على المنطقة سهلت تمويل الفلاحين بعوامل الانتاج،مما ساهم في توسيع مساحة هذه الزراعة التي فاقت 4000 هكتار .وقد نتج عن هذه الوضعية استنزاف الفرشة المائية الناتج عن الضخ الذي لا يعرف انقطاعا . وأود أن أشير إلى أن كمية الماء المستعملة في هذه الزراعة تتجاوز بكثير احتياجاتها .لا يخفى عليكم أن لهذه الظاهرة أضرارا خطيرة تتجلى في النقص الحاد لمياه السقي الذي ينذر بكارثة بيئية، والأخطر من ذلك صعوبة تزويد الساكنة بالماء الصالح للشرب، حيث لا تتعدى مدة التزويد ساعة في اليوم بفم زكيد مما أثار استياء لدى السكان الذين عمدوا إلى خلق تنسيقية بالمنطقة، خرجت تحتج على الوضع. ونتيجة لهذا التوسع الهائل في زراعة الدلاح،عرفت المنطقة وفرة في الإنتاج التي تتجاوز بكثير طلبات السوق، ساهمت في انهيار الأسعار رغم أن كمية كبيرة من الإنتاج تعرضت للتلف نتيجة لنقص المياه في آخر موسم الزراعة المعنية.
++ ما هي التأثيرات السلبية لزراعة الدلاح، والتي انعكست على واقع الحياة بإقليم طاطا؟
إن الاهتمام المفرط بزراعة الدلاح أدى إلى إهمال الزراعات المستدامة كالنخيل، وأعلاف الماشية فضلا عن التلوث البيئي الذي يتجلى في انتشار العبوات البلاستيكية ، والغطاء البلاستيكي المستعمل، والذي لوث تربة الواحات،إضافة إلى المواد السامة الناتجة عن المبيدات والأسمدة المستعملة بدون ترشيد والتي قد تلوث بشكل كبير الفرشة المائية، وهذا الاستعمال المفرط للمبيدات التي تقضي على المجال البيئي الهش أصلا له فعلا تأثيرات سلبية على الحياة بشكل عام .
++ كيف تتعاطى الجهات المسؤولة مع سلبيات زراعة الدلاح بطاطا ؟
إن الموضوع المطروح أمامنا يجعلنا أمام تساؤلات مشروعة من قبيل:بماذا نفسر الصمت المريب للمسؤولين على المستوى الإقليمي والجهوي والوطني، إزاء الظاهرة؟والسؤال الحارق الذي يفرض نفسه هو، لماذا لا يتم مناقشة ظاهرة استنزاف الفرشة المائية من خلال زراعة الدلاع بطاطا ؟ ولماذا تم تجاهل الظاهرةخلالاللقاءالذي تم في شهر أكتوبر من السنة الفارطةبفم زكيد والذي جمع الوزيرة المكلفة بالماء شرفات أفيلال و السيد عامل الاقليم والمجالس المنتخبة ولم يتم مناقشة هذه الظاهرة بالمطلق ؟
++ هناك من يدعي بأنه لا يوجد نص قانوني يمنع ممارسة زراعة الدلاح بالمنطقة؟
وحتى لو سلمنا بعدم مشروعية أو قانونية منع زراعة الدلاح، فكيف لا يتدخل المسؤولون في إنقاذ الفرشة المائية من خلال إنشاء سدود تلية لتجميع مياه التساقطات المطرية ؟ والسؤال الأكثر ملحاحية في هذا السياق هو،لماذا لم تتدخل مؤسسة الحوض المائي بجهة سوس -ماسة لتنظيم عملية إحداث الثقوب المائية والضرب من حديد على أصحاب الثقوب العشوائية .