فضيحة من العيار الثقيل بتطوان: جمعيات مدنية في الظاهر، و لكنها في الخفاء بلبوس سياسي ومرتبطة الأذرع الانتخابية لحزب العدالة والتنمية ووكيل لائحته في تطوان محمد ادعمار، تقوم بجمع الأموال من الناس خارج القانون.
رئيسا جمعيتي "عين خباز" و"رواحل الخير"، وهما محمد مرتيل ونبيل تمديتي، المقربتين جدا من ادعمار الذي يغدق عليهما وعلى غيرهما من الجمعيات التي تأسست بإيعاز ووحي منه، بالدعم العمومي من منح مقتطعة من ميزانية الجماعة خدمة لأغراضه الانتخابية، لم يكتف بهذا، بل تعداه إلى استغفال المحسنين التطوانيين ونشر ملصقات تدعو إلى اكتتاب و جمع أموال من دون سلك مسطرة الإحسان العمومي التي ينظمها القانون ضمانا للشفافية والحرص على استعمال الأموال المستجمعة من طرف المانحين في العرض الذي يتم الإعلان عنه مسبقا بدون أية شبهة و لو قيد أنملة.
بعض الفعاليات المدنية الجادة والمناهضة لخلط العمل المدني الاجتماعي المحض بالعمل السياسي الانتخابي الذي يستهدف التسخير الأداتي لأموال المحسنين في استقطاب الضعفاء والمعوزين بدعوى مساعدتهم لشراء أضاحي العيد قصد مقايضة تلبية حاجتهم واستغلال عوزهم إلى الفوز بأصواتهم الانتخابية، تستعد لرفع دعوى قضائية ضد هذا التسيب، والخرق السافر للقانون، ومبادئ الشفافية التي يدعو إليها رئيس الحكومة ويتبجح بأنها من مبادئ زبانيته.
هدا ليس نبلا ولا عملا خيريا يبتغي وجه الله، هذا استعمال العمل الخيري كمطية لكسب مواقع سياسية، وما أنزل الله به من سلطان
لم يتورع أحد الجمعويين المذكورين بنشر، على الملصق الخاص بعملية جمع التبرعات، صورة للدولار وكيس نقود مثل تلك التي اعتدنا مشاهدتها في أفلام "الويستيرن"، حين يتعلق المشهد بقرصنة قطار نقل الأموال إلى البنك، هده الصورة تنم عن عقلية ميركونتيلية،
مرتزقة ومتعطشة إلى المال، عقلية القراصنة. إلى جانب الصورة المذكورة رقم الحساب البنكي بالتمام والكمال (00572000000020007834339)، والعجيب في الأمر أنه مفتوح في وكالة بنكية للاتحاد المغربي، الأبناك التي يديرها واحد من أقرب المقربين لمحمد ادعمار أيضا وهو دنيال زيوزيو، عضو المجلس الجماعي لتطوان تحت يافطة حزب العدالة والتنمية، يا لعجيب الصدف!
هدا السلوك ممنهج لدى منتخبي حزب العدالة والتنمية بتطوان، خصوصا في هذه الظرفية ما قبل الانتخابات التشريعية التي يجب على الجميع أن ينضبط للضوابط القانونية تفاديا للشبهة..