يزيد البركة: ما هو هدف أو أهداف المقاطعة الجديدة؟

يزيد البركة: ما هو هدف أو أهداف المقاطعة الجديدة؟ يزيد البركة

كل معركة يجب أن يكون لها هدف أو عدة أهداف، وتحديدها يتم قبل انطلاق المعركة، وليس من الفايسبوك، لأن هذا الأخير ليس إلا موقعا لنشر الخبر والتعبئة له، وللنقاش أيضا بشرط أن يكون النقاش بين اليساريين المرتبطين بقضايا الطبقات الشعبية وعموم المواطنين الديمقراطيين الأحرار في قراراتهم.. ولا أفهم لماذا يسمح للآلات الميكانيكية المسيرة لتتسرب إلى العديد من الصفحات الديمقراطية وتشارك في النقاش وكأنها ديمقراطية .

هذه المعركة هي بين أطراف التكتل الطبقي المسيطر وليست بين الطبقات الشعبية وبين التحالف الطبقي المسيطر، ولا حتى بين الطبقات الشعبية وطبقة واحدة مسيطرة.. ما هو هدفها أو أهدافها؟ هل فعلا المعركة تسعى إلى تخفيض الأسعار التي وصلت إلى مستويات غير مسبوقة بسبب السياسة العامة المتبعة؟ لا يمكن أن يكون الهدف كذلك لأن طريق تصحيح الوضعية ما دام أن الذي بادر إلى مقاطعة شركة فرد أو فردين من البرجوازية المحلية يتحمل المسؤولية الأولى في الحكومة، معروف في كل بلدان العالم.. وكما بادر إلى خطوات ضرب صندوق المقاصة، عليه أن يبادر إلى التقدم بمشروع قانون ينزع مخالب الشركات المعنية وما أكثرها، ويقطع مع أساليب التسلل إلى جيوب المواطنين..

هنا سيكون الهدف أو الأهداف واضحة، ولا يمكن لكل أطياف اليسار إلا أن تساند هذا المشروع بكل ما تملك من قوة، لكن الاحتفاظ بالهدف أو الأهداف من طرف الجهة المبادرة بتنفيذ المعركة وأطياف اليسار تكتفي بتوزيع المنشور في مواقع الويب هذا لا يمكن أن يكون في صالح الطبقات الشعبية، لأن تلك الأهداف ترمي إلى تجميع التكتل تجميعا عسكريا كما هو دائما التفكير الإقصائي لخوض المعارك السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية به ضد الطبقات الشعبية .

إن الهدف واضح وهو سياسي بالدرجة الأولى: هو إخضاع حزب التجمع من خلال استهداف رئيسه لطأطأة الرأس للحزب الأغلبي، وهي رسالة للبورجوازية المحلية حتى لا تندفع نحو الاصطفاف مع الأحرار، لأن العدالة والتنمية كان قد طمع في ترصيص صفوفه بهذه الطبقة، وكذا بالطبقة الوسطى الصناعية التي بدأت تضع مسافة بينها وبينه وتتابع حركة حزب الأحرار، العدالة والتنمية يعرف أنه لن يتحول أبدا إلى بورجوازية، بل سيبقون دائما وكلاء مثل كل الوكلاء في عدد من دول الخليج، وخاصة وكلاء الشركات التركية، حيث أغرقوا السوق ببضائع تركيا، ولكن يريد أن يجعل البورجوازية المحلية تحت جلبابه، وإلا سيخلق لها مصاعب.. ليست مصاعب تصب في صالح الطبقات الشعبية، بل فقط مصاعب تؤدي إلى الانكماش الاقتصادي وخراب الشركات.. ورئيس الأحرار اختار طريقه، ولو أنه موجود في حكومة واحدة مع العدالة والتنمية، ولا أتوقع أبدا أن يخضع لابتزاز العدالة والتنمية ولو أفلست شركة افريقيا وتم تشريد عمالها .

أمامنا كأطياف اليسار 1- مراقبة ما يجري بين أطراف التحالف الطبقي وفهم التناقضات التي برزت وسطه منذ مدة ليست بقصيرة وبلغت الآن مرحلة إما معي أو سألوي عنقك، ويمكن أن يحل ظرف يسمح بخوض معركة اقتصادية واضحة.. 2- أو أن نستغل هذه المقاطعة المعلنة لكي تعدل أهدافها لتكون فعلا أهدافا تمكن من تحقيق إصدار قانون يحمي القدرة المعيشية لأغلب الطبقات؟

لا أعتقد ذلك لأن مفاتيح المعركة التي تؤدي إلى الانتصار ضعيفة جدا، والمثال هو ميدان الطاقة التي تجري فيها هذه المعركة، حيث يعيش وضعية مقلقة جدا.. ولا تزال قضية لاسامير تراوح مكانها، فهل استطاعت أطياف اليسار تنظيم وتعبئة عمال قطاع الطاقة هذا؟ وهل ربطت في نضالها بين مصالح هؤلاء العمال والمصالح المرتبطة بالطبقات الشعبية؟ أي بين المصالح الجزئية والمصالح الكلية؟..

لا، هذه إحدى المفاتيح الضرورية وليس كلها...