"واش" الوزير التوفيق "ساكن معانا بالمغرب" أم يعيش في الغربة؟

"واش" الوزير التوفيق "ساكن معانا بالمغرب" أم يعيش في الغربة؟

أدلى أحمد التوفيق وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية لوكالة الأنباء الإسبانية "إفي" بتصريحات على قدر كبير من الأهمية بخصوص الإسلام الأوربي، حيث عبر عن تصوراته لما ينبغي عمله في هذا الإطار، مؤكدا "الحاجة إلى إسلام أوروبي يستجيب لمشاكل الجاليات المسلمة بالقارة الأوروبية"، ومشددا على أن "الإسلام حذر من ثلاثة مخاطر، وهي: الجهل والخداع والتطرف، أي عكس ما يقوم به الإرهابيون".

لكن مقاربتنا للموضوع لا تشمل مدى وجاهة هذه الآراء من عدم وجاهتها، ولكن التساؤل حول ما إذا كان التوفيق يسكن هنا أم هناك.

إن الظرفية الحادة التي تجتازها بلادنا، سواء على مستوى التهديد الإرهابي، أو على مستوى ارتفاع أصوات المكفرين بلا رادع واختراقهم للهيئات الدينية الرسمية وللشعب الجامعية، أو على مستوى حدة التدافع الانتخابي التي تشهد اليوم توظيفا سيئا للدين في العمل السياسي بما يهدد الوحدة المذهبية للمغاربة، خاصة بعد أن كشف "البيجيدي" عن أوراقه الميكيافيلية في التناور باستقطاب المتطرفين إلى الترشح باسمه، بموازاة استقطاب منخرطي الأحزاب الأخرى ورجال الأعمال من خارج هويته الإيديولوجية...

لقد طرحنا سؤال السكن هنا أو هناك لأننا نسجل أن التوفيق المؤرخ والأديب والمتصوف منسحب تماما من الصورة، ولا صوت له تجاه ما يجري في الداخل المغربي، تماما كما لو أن ما نراه نحن تهديدا للسياسة والديموقراطية ولثوابت الأمة هي مجرد أضغات أحلام بالنسبة إليه، مع انه يتحمل مسؤولية حماية الأمن الروحي للمغاربة وتأطير حقلهم الديني.

السيد التوفيق، البلاد في خطر حقيقة لا مجازا، فالتهديدات التي تطال كيانات الدولة والمجتمع قائمة، ومخالب المتطرفين تكبر يوما بعد يوم، ومدعو المرجعية الإسلامية في السياسة يناورون، والانسحاب في صالح الإرهابيين، فهل من رد فعل؟.