غلاف كتاب الأنصاري ومقتطف عن تحلل الأخلاق كما رواها المرحوم
لكن ليس كل "الدعاة" يلبسون أقنعة "الشرف"، ولا يتوجسون من قول "شهادة الحق" وفضح "نفاق" المؤلفة قلوبهم على الدفاع عن فضائح حوزتهم. الداعية فريد الأنصاري، تغمده الله برحمته، كان من شهود الحق، وفضح "الجماعة" من الداخل- وهو للإشارة كان من أبرز قيادييها- من خلال كتابه المعروف "الأخطاء السبعة للحركة الإسلامية" الذي قصف فيه "طهرانية" حركة التوحيد والإصلاح، حيث قال عن "كان" و"أخوات" الحركة "أما اليوم فقد نبت جيل مشوه من هذا المسمّى بـ"الأخوات"! محجّبات تبرّجن بـ"حجابهنّ" أشد من تبرّج السّافرات بعريهنّ! وإذا خاطبن الشباب سمّرن فيهم أعينا خائنات !وتصنّعن في أصواتهن أنغاما زائدة، وحروفا باردة! ولقد عجبت كيف صار أغلبهن لا ينطق' "الرّاء" إلا بما تقتضيه قواعد التجويد والترتيل! كأن بألسنتهنّ علة! وما باللسان من علّة، ولكن القلب هو العليل!".
القلب هو العليل... هكذا يختزل فريد الأنصاري الذي كان يعيش في "مختبر" حركة التوحيد والإصلاح، مفتّتا "هالة" القدسية والقداسة و"شامة" التقوى التي كان تعتلي جباههم، مضيفا "تقترب منك إحداهنّ لحاجة، فتكاد تدهسك بصدرها! يا ويلها !وأذكر أنني انتقدت يوما هذا الانتكاس الخلقي في لباس الأخوات بلقاء دعوي، داخل أحد مقرّات الحركة - وكان تيار الفجور السياسي العام في أول عهدة آنئذ - فردّت عليّ إحدى "الزعيمات" - وهي "الأستاذة" يا حسرة - عندما ذكرتُ بأن ذلك علامة على اختلال تربوي، فرفعت نحوي وجها يكاد يسيل منه الطلاء والدّهون، وقالت بما يشبه الانتهار: (أو قل: أنهن تقَدّمن!) ثم رجعت أندب مصير التديّن في التنظيم الإسلامي!".
مصير التديّن الإسلامي الذي أصبح يبنى على "نزوات" الدعاة الذين ضاقت بهم المساجد وبيوت الله، وزهدوا في متاع الآخرة وأصبح يطمعون في متاع الدنيا و"جنّة" البرلمان و"حرائر" الحركة.
شهادة فريد الأنصاري أثبتت أن ليس في "القنافذ" أملس، وأن وراء كل "قنديلة" يتربّص "قنديل" بمناديل ورقية مبللّة بعار الخطيئة!!!