هل التخلي عن نظام الخلافة خروج عن الإسلام ؟

هل التخلي عن نظام الخلافة خروج عن الإسلام ؟

عندما نعود إلى نصوص المفكرين النهضويين لبدايات القرن الماضي، ونقارنها مع حاضرنا السياسي والثقافي يتضح أننا ما زلنا رغم مظاهر التحديث المادي والتقني نراوح ضمن نفس الإشكاليات الفكرية والسياسية والاجتماعية التي اتخذ فيها مفكرو النهضة مواقف جريئة ما أحوجنا لاستحضارها اليوم .. وكمثال هنا على ذلك موقف علي عبد الرازق من مسألة الخلافة التي مازالت تشكل حلم حركات الإسلام السياسي. لقد أجاب عبد الرازق عن سؤال كبير فرض نفسه بعد انهيار الخلافة العثمانية: هل التخلي عن نظام الخلافة خروج عن الإسلام ؟

لعلي عبد الرازق نصوص قوية في هذا الصدد، تضمنها كتابه " الإسلام وأصول الحكم" أختار منها ما يجيب عن السؤال أعلاه يقول:

شعائر الله تعالى لا تتوقف على ذلك النوع من الحكومة الذي يسميه البعض خلافة .. فليس بنا من حاجة إلى تلك الخلافة لأمور ديننا ولا لأمور دنيانا ... فإنما كانت الخلافة ولم تزل نكبة على الإسلام وعلى المسلمين , وينبوع شر وفساد"

فمتى ستستوعب حركات الإسلام السياسي عن قناعة ألا بديل عن نظام حكم في إطاردولة وطنية مدنية ديمقراطية تعاقدية وتعددية؟ فتقطع بالتالي مع كل مفاهيم المنظومة السياسية التقليدانية والمحافظة والمتماهية مع سراب " خلافة" مرت ولن تعود موضوعيا.