لنتحدث أولا عن الفساد و عن الخيانة الزوجية : هل يستطيع أحد أن ينفي مدى تفشي هذه الظاهرة في مجتمعنا لدرجة أنها أصبحت بدورها مصنفة حسب طبقات المجتمع ، فساد و خيانة مرتبطة بالطبقات الشعبية الفقيرة ، و فساد و خيانة راقية مرتبطة بالطبقات الغنية و الميسورة ؟ هل يستطيع أحد ، خاصة من أجهزة الدولة التي تراقبنا صباح مساء ، أن يمدنا بالإحصائيات عن مستوى تفشي هذا الظاهرة و ما يرتبط بها من ظواهر مماثلة ، و على الخصوص ظاهرة الدعارة بأنواعها العادية و الراقية ؟ ثم دعونا نتحدث عن الفساد الحقيقي ، أين هو من كل هذا الضجيج ؟ أين هو ملف أراضي خدام الدولة ؟ و ملف المقالع و الصيد في أعالي البحار ؟ و ملف تقاعد الوزراء و البرلمانيين و منحة مغادرة الوزراء لمناصبهم و هي بالملايين ؟ أين هي محاسبة المسؤولين عن صرف الملايير على رياضتنا ، و في الأخير حصدنا نتائج كارثية لمشاركة بلادنا في الألعاب الأولمبية الأخيرة ؟ أين ملف البرنامج الإستعجالي لاصلاح التعليم ؟ أين ملف التقاعد و الصحة و العمل بالعقدة ؟ أين و أين ... ملفات كثيرة للأسف استطاع اعتقال رجل و امرأة في سيارة ، و في مكان خال أن يشد اهتمامنا لعدة أيام ، و أن ينسينا مشاكلنا الحقيقية و المستفحلة ، و التي ما هي إلا نتيجة طبيعية للفساد الحقيقي المستشري في بلادنا . إسمحوا لي في الأخير أن أثير انتباه الجميع إلى أنه بإثارة مثل هذه المواضيع الأخلاقية التي تهم الأشخاص ، و بالطريقة التي تتم بها ، فإننا نحطم أسرا و نجني على أطفال أبرياء لا ذنب لهم .