سعيد جعفر: هذه هي رسائل المغني يونس بولماني لصناع القرار بالمغرب

سعيد جعفر: هذه هي رسائل المغني يونس بولماني لصناع القرار بالمغرب سعيد جعفر
يردد اليوم آلاف من الشباب أغنية بسيطة في كلماتها ولحنها وبتصوير متواضع جدا داخل خيمة عرس و بآلة بيانو متواضعة، لشاب من اولاد الشعب اسمه يونس بولماني.
تقول الأغنية:
حتى لقيت لي تبغيني عاد جاية تسولي فيا
ملي كنت أنا وحدي فين كنتي نتيا
وما ضنيت نلقاها ربي لاقاني بها
ونت جاية تسوليني واش كنبغيها
نتي لي غواك الفاني
صحراوية حبيتها انا شفتها وبغيتها
هي اللي دوات جروحي
هي لي نساتني همومي
هي اللي نديرها فداري
ندير يدي فيدها اللي حبيتها
نجيبها ليها روحي وحياتي
ليها انا بدمي نفديها
غيرها ما يحلا لي
تقدم لنا الأغنية ولأجيال الشباب و لصناع القرار بالمملكة دروس وخلاصات قيمة.
- الدرس الأول:
النجاح لا يحتاج دائما رساميل مادية ورمزية ضخمة، فأن تنجح في مسارك الفني أو الرياضي أو السياسي أو الاقتصادي لا تحتاج بالضرورة إلى "كالة" أو "واسطة" تتكئ إليها للوصول إلى النجاح.
فالعزيمة والمثابرة و الإجتهاد والإيمان بمواهبك وطاقاتك وكفاءاتك وجهودك هي من تسمح لك بالنجاح.
وليس من شك في أن فنانين مدعومين بالمال والسلطة أنتجوا أغاني بملايين الدراهم لكنها لم تنجح نهائيا.
- الدرس الثاني:
تعكس الأغنية الهوية والخصوصية والعمق المغربي بكل تجلياته، فرح شعبي و بساطة في العناصر والخلفيات ورقصات لعشرات الشباب المغربي يعكسون بساطة و عفوية الإنسان المغربي.
يونس والشباب الراقص الذي يردد الأغنية عن ظهر قلب يمتحون لحظات فرح طفولي من الحياة ببساطتها، يرقصون دون موانع عقدية أو إيديولوجية أو دينية ودون تشدد أو تطرف او تعصب.
- الدرس الثالث:
حتى لقيت لي تبغيني عاد جاية تسولي في...تترجم أحاسيس و عواطف ومواقف لا بد أن يعيشها المراهقون والشباب حيث يدخلون في علاقات حب و عشق وخيانة يفرحون و يقلقون ، ينجحون ويفشلون، يضحكون ويبكون.
في كل الحالات فهم يستمتعون بالحياة ويعبرون عنها وعن مواقفها و أحاشيسها بصراحة دون نفاق اجتماعي ودون إدعاء الطهرانية وبلا "أخلاقوية" فجة تحجب على الناس والشباب والمجتمع أحاسيسهم ورغباتهم و ميولاتهم في اللباس والغناء والفن والحب والعشق والرقص...
- الدرس الرابع والأخير:
يتضمن رسالة صريحة إلى صناع القرار فثروتنا اللامادية هي رأسمال ورافعة لبناء المستقبل، فالإنسان والشاب والشابة المغاربة مقبلون على الحياة ينبذون التشدد والتطرف والتزمت و مستعدين لتنمية ثروة السلم والأمن والاستقرار..
والخلاصة أنه يجب الانتباه لإستعدادهم و إقبالهم على الحياة بوضع برامج لتنمية الموارد البشرية وتنمية الغنى الذي اللامادي الذي يسكنهم.
هذه دروس للاتعاض من أغنية ولد الشعب " يونس بولماني" "حتى لقيت اللي تبغيني عاد جاية تسوليني"
نتمنى ألا يصبح مضمونها موجها للدولة مستقبلا من طرف نفس الشباب..
" حتى لقيت اللي "يأرهبني" عاد جاية تسولي في".