و اليوم ، ونحن نعيد الكرة من أجل إقرار المسار الديمقراطي في الوطن ، وفي إطار كل التوافقات الممكنة ، لا مناص من الوقوف على المشهد في شكله و جوهره ، وبكل حياد المتتبع ، لنسجل في ارتجال بسيط ، وضعيات مرتبطة بالمسار التمثيلي و الانتخابي ، و فقط من زاوية ترشيح الأحزاب لمن سيمكنها من الوصول إلى البرلمان ، بحثا عن موقع في أغلبية قد تشارك ، أو تقود حكومة ما بعد 7 أكتوبر . فكيف تدبر الأحزاب تنافس مناضليها ، و الجدد منهم ، والموسميين ، و مترشحيها المفترضين ، وحتى المفروضين ، من أجل الظفر بتزكية تسمح لهم بالتنافس أمام مترشحي الأحزاب الأخرى ؟ شيء كالعبث ، وحكايات لا تنتهي ، هنا و هناك ، و الأمر يستحق الكثير من المحاصرة النظرية كي يستقيم التحليل . و لنا في بعض الأمثلة ، الكثير من الأجوبة ، تأجيلا أو تأجيجا للسؤال ... - أعيان يتحولون ذات اليمين و ذات اليسار ، وبأحضان أحزاب تراهن على سلب المواطن صوته بالتدبير المفوض . - مناضلون تركن عربة نضالهم ، و يطالبون بأخذ إجازة مؤقتة من النضال ، حتى تنتهي محطة تحقيق المناصب في البرلمان . - قيادات أحزاب تستجدي ثلة من العرابين و السماسرة ، من أجل الدعم المشروط و اللا مشروط . - مواطنون يتحولون في تيهان باد، كريشة في مهب الريح ، بين أخبار مرتجلة عن تنقل مرشحهم المرتقب من حزب إلى حزب . - أحزاب لم تعد تعرف بأسمائها ، ولا ببرامجها ، ولا بتاريخها ، لتصير وكالات لتصبير الأصوات . - ديمقراطية داخلية لأحزاب مشروطة بها ، ومدعية لها ، في شرود تام . و المطالبة بها يعد حمقا نظريا ، و "يوتوبيا " ووهم تنظيمي . - .... و الحال ، و الموقف ، و الساسة ، و السياسة ، و الرهان ، هنا والآن ، هناك الوطن الآن ينتظر... ينتظر برلمانا ، وحكومة في مستوى تحديات المرحلة و الظرفية ... فبأي أحزاب و تنظيمات نسير ؟ و بأي سرعة نسير ؟ و بأي مترشحين و برلمانيين سنؤثث مشهدنا السياسي المقبل ؟ و بأي مقاربة سنصل إلى المواطنة ، و إلى الانتماء إلى الوطن ؟