إن الحسّ السليم والقانون والدولة يعتبرون تزويج القاصرات وتعنيف النساء من المظاهر المجتمعية السلبية التي ينبغي محاربتها، ورغم ذلك يتجه المواطن إلى رجل دين يسأله إن كان يجوز له تزويج ابنته البالغة 15 سنة و ضرب زوجته الرافضة لأوامره أو نزواته؟ ويأتي جواب الفقيه: نعم من الإسلام ذلك وضرب المرأة تأديب لها والقرآن ينصّ على هذا "التأديب" بشروط ينبغي مراعاتها، أما ما يسمى "محاربة العنف ضد النساء" فهو خطاب مستورد، لا يمت بصلة إلى ديننا.
لقد تربى الناس على القسوة والعنف وترعرعوا في جو من القمع الأسري والسلطوي، فترسخ في نفوسهم أن أمر الله لا بد أن يكون قاسيا صعبا شديد الوقع، ولهذا فعندما ننطق بلفظة "الدين" يخيل إلى الناس (اللاحرية والانغلاق والتشاؤم)، ولا بد أن يقبلوا هذا السواد لكي ينعموا بالجنة، وأن هذه المحنة هي الثمن الذي عليهم أن يؤدّوه من أجل الخلاص في الآخرة.
إن الظرفية الراهنة فرصة ذهبية لتنويريي المغرب للمشاركة في تاريخهم وتسخير الإعلام البديل وشبكات التواصل الاجتماعي وجمعياتهم في القرى والأحياء والمدن هدم قيم الماضـي الغارقة في العنف والتصدي للقنابل البشرية ومواجهة الأفكار التي تستهدف مشروع تحديث الدولة والمجتمع،وبناء مغرب اليوم والانتصار للمعرفة وقيم المواطنة التي لابد وأن تؤسس على العدل والمساواة و قبول الاختلاف.