عبد النبي اضريف: لصوص قصر المرادية

عبد النبي اضريف: لصوص قصر المرادية د.عبد النبي اضريف
مازال لم يعلم حكام قصر المرادية ان ما يمارسونه ضد هذه المملكة الطيب أهلها، ينحته التاريخ بزخرف من الدم، سنوات وهم يكيدون الكيد العظيم، وهذا ما يزيد المغاربة ملكا وشعبا إلا إصرارا على التألق والنجاح في شتى الميادين، فلينظروا إلى أين قادوا ذاك الشعب الجزائري الطيب، اغرقوه في ظلمات الفقر و الأمية، رغم ما تزخر به بلادهم من ثروات بترولية، لو قسمت بين طبقات الشعب، أو على الأقل ضخها في مسلسل تنموي مثمر، لكانت الجزائر سويسرا أفريقيا، لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، فحكام قصر المرادية يتفننون في خلق النزاع مع المغرب، لتصدير أزماتهم خارج الحدود، إلا أنهم يجب أن يعلموا أنهم لن يستطيعوا حجب الشمس بالغربال، فما يفعلوه بالشعب الجزائري، أصبح ظاهرا للعيان، فالصفقات المشبوهة وتبذير الأموال وتحويلها إلى الحسابات السرية بأوروبا وأمريكا، وضخ الأموال في الجنان الضريبية، الكل أصبح يعلمها، فالمملكة الشريفة التي يحاولون إشعال فتيل النزاع فيها، وعدم احترام حقوق الجوار معها، الكل يعلم أنها تعاملهم طبق بما أوصى به الرسول الكريم معاملة الجيران، ولنا في السيرة النبوية الكثير من الحكايات التي واجه بها النبي الكريم الكفار بالحكمة والتسامح و حسن الجوار، إلى أن أسلموا ودخلوا في دين الله أفواجا، وما تغاضي المغرب عما يفعله من دفعنا الغالي والنفيس من أجل الحصول على استقلالهم، ما هو إلا محاكاة لسيد المخلوقات، فنحن دائما ننتظر اليوم الذي سيرجع فيه جنرالات الجزائر الشقيقة إلى رشدهم، ويعتذرون للمغرب عن الشرور والأذى الذي الحقوه به طيلة نصف قرن من الزمن، لكن نخاف أن لا يرجع هؤلاء المارقون إلى رشدهم إلا بعد أن يستنزفوا كل الثروات، ويفقروا ذلك الشعب المسكين، وهم يعرفون حق المعرفة أن المغرب لن يترك الشعب الجزائري، فالمغاربة كبيرهم و صغيرهم يعترف بأن المغرب و الجزائر دولة واحدة، ولم تلطخ وحدتها إلا سيوف الاستعمار، فالتاريخ شاهد كيف كافح مغرب الاستقلال إلى جانب الجزائريين، لكي ينالوا استقلالهم، وشاهد كيف دعمهم المغرب عقب زلزال عيد الأضحى، لكن هذا الجهود لم تزد حكم الجنرالات إلا حقدا على ما تزخر به المملكة من خيرات وامن وسلم على المستوى العالمي، فكان جزاء المغرب هو تأسيس عصابة البوليزاريو، للمس بوحدة المغرب، و نسوا بأن هذه الأعمال الشنيعة تشتت شمل الملايين من السكان، كانوا يرون في ميلاد ووحدة المغرب العربي الأمل والمنقذ الوحيد من الفقر والقهر، فما تعمله الجزائر ضد شعوب المغرب الكبير، هي جرائم ضد الإنسانية، تسبب متاعب جملة للملايين، فحكم الجنرالات يتحمل بطء مسلسل التنمية بشمال أفريقيا، ويقف حجرة عثرة في وجه سوق واعدة، تدعمها إمكانيات ضخمة وطاقات كبيرة، تستفيد منها أوروبا وأمريكا الشمالية وكندا، فليعلم لصوص المرادية أن ورقة التلاعب والمس بوحدتنا الترابية كتاكتيك لحجب تلاعباتكم وجرائمكم ضد إخوتنا الجزائريين، باتت ورقة مكشوفة، فمصيركم بين أيديكم يا من يستنزفون خيرات إخواننا، الأجدر بكم أن تعلنوا اعتذاركم وتحملكم مسؤولية التخلف والشرور اللذان أصابا مغربنا العربي الكبير، كمثل هؤلاء الذين أعلنوا إسلامهم لذى الرسول الكريم، حين أغدق عليهم بطيبته ووده وسمو أخلاقهم، لن نحرك جيوشنا العظيمة تجاه ثغوركم، ولن نمس شعرة من أجسام إخواننا، حتى ترجعوا إلى جادة الصواب، فما تفعلوه ضد شقيقكم المغرب نعتبره نحن المغاربة عقوق طفل صغير تجاه والديه وأخوته، وهم يعرفون جد المعرفة بأنه سيرجع يوما إلى رشده، وتبقى ممارساته الشاذة و اللامعقولة مجرد فلتات غير محسوبة العواقب، يكفي الزمان أن ينسينا مرها، ويحولها إلى قصص وأعمدة من دخان.