تم، يوم أمس الخميس 4 غشت2016، الشروع في استعمال الطريق السيار الرابطة بين الجديدة وآسفي على طول 143 بعد تأخر ملحوظ في موعد افتتاحها، وذلك حسب بعض المصادر بسبب الأشغال الخاصة بالمقطع الطرقي بين الجرف الأصفر وجماعة سيدي اسماعيل نتيجة عمليات تحويل الشبكات المختلفة المتعلقة بالكهرباء وقنوات الماء الصالح للشرب، علاوة على ما عرفته المساطر الإدارية الخاصة بنزع ملكية الأراضي وتعويض أصحابها من بطء وتعقيد.
ورغم أن مشروع الطريق السيار الجديدة آسفي الذي يتوقع مرور 4000 عربة يوميا، وبلغت كلفته الإجمالية حوالي 500 مليار سنتيم، شملت بالإضافة إلى إعداد الطريق إنجاز 460 منشأة فنية لصرف مياه الأمطار و140 معبرا علويا وأرضيا، فإن الطريق السيار ليست جاهزة للاستعمال بالكامل، وهي على عكس ما صرح به عبد العزيز رباح وزير التجهيز أمام البرلمان قبل أيام قائلا "الطريق السيار إلى آسفي انتهينا منها"، ما زالت ورشا مفتوحا للأشغال على مستوى علامات التشوير الأرضي، ووضع السياجات الواقية على طول الطريق، بحيث بقيت الطريق السيار مفتوحة على الأراضي الفلاحية وتتنافى مع ما يقتضيه الأمر من احترام المعايير الدولية ومواصفات السلامة الطرقية، ويتجلى ذلك خاصة بالمقطع الرابط بين الجرف الأصفر وجماعة سيدي اسماعيل، والذي مع ذلك لم تكتمل فيه الأشغال بعد.
معذرة لبشاعة الصورة، فليست من أيام الاستعمار أو خارجة من حرب أهلية.. إنها فقط الطريق السيار وليدة الأيام القليلة الماضية
وقد اتصلت فعاليات حقوقية وجمعوية، صباح اليوم الجمعة 5 غشت بـ"أنفاس بريس"، وعبرت عن استياءها من الوضعية المتردية التي يوجد عليها المقطع وتحمل في ذلك بالأساس المسؤولية للمجلس الجهوي والدار البيضاء سطات والمجالس الجماعية التي يتواجد المقطع بدائرة نفوذها، مضيفة أنه في الوقت الذي انتهت فيه الأشغال الكبرى بالطريق السيار، والتي من المفروض فيها فك العزلة على بعض الجماعات وعلى مستوى المحور الطرقي الخطير بين مراكش، ثم سيدي بنور فالجديدة عبر زاوية سيدي اسماعيل على الخصوص. وبالتالي، فبعدما أصبح للقادمين من مراكش وسيدي بنور المتوجهين إلى الجديدة عوض المرور عبر 'العقبة الحمراء' و'لمصور راسو'، والتي شكلت دوما نقطا سوداء وطنيا في سجل حوادث السير بإمكانهم اليوم استعمال الطريق السيار نحو الجديدة أو أسفي عبر سيدي لسماعيل مباشرة، لكن المشكل الكبير الآن يعلق ناشط جمعوي من المنطقة أنه وأمام هذا الأفق الإيجابي الجديد الذي فتحته الطريق السيار في تخفيف ضغط السير وتيسير التنقل والنقص من حوادث السير نجد أن المجالس الجماعية القروية والمجلس الجهوي يغطون في نوم عميق لماذا؟ لأن الطريق المؤدية من سيدي اسماعيل إلى الطريق السيار ما زالت لم تهيأ بعد لاستقبال وامتصاص منسوبية حركة التنقل المحولة إليها من وإلى سيدي بنور ومراكش! فهي في حالة متدهورة جدا ولا يمكن لسالكها أن يتعدى 20 كلم في الساعة وكأنه يسير على مسرب "بياضة" وقع طلاؤه وترقيعه بشكل عشوائي بالزفت ولا يصلح للمرور حتى للعربات المجرورة بالدواب! لهذا وجب التدخل باستعجال لتصحيح هذه الوضعية التي من شأنها التأثير بشكل سلبي على مشروع صرفت عليه الدولة مئات الملايير وتحرك المجالس "الناعسة" للقيام بواجبها مع السلطات المختصة ومع وزارة التجهيز لإنقاذ سمعة البلاد وحماية العباد قبل فوات الأوان.