أكد البنك الإفريقي للتنمية، أن المغرب فرض نفسه كمستثمر وازن في إفريقيا جنوب الصحراء، عبر تسريع وتيرة جهوده في هذا المجال خلال السنوات الـ 15 الأخيرة.
وأضاف البنك، في مذكرة نشرت على موقعه الالكتروني الرسمي، “أن المغرب يأتي في المرتبة الثالثة إفريقيا بخصوص المستثمرين الأجانب على مستوى القارة، بعد جنوب إفريقيا ومصر”.
ونقل البنك عن وزير الاقتصاد والمالية، محمد بوسعيد، قوله ” لقد قمنا بإلغاء الرسوم الجمركية على جميع الدول الإفريقية جنوب الصحراء”، مشيدا ببراغماتية هذا القرار ودوره الكبير في تعزيز التكامل في القارة.
ولم يخف البنك، الذي تحدث بالتفصيل عن الزيارة التي قام بها مؤخرا للمغرب، رئيسه، أكينوومي أديسينا، ثناءه على جودة التعاون مع المغرب، أحد الأعضاء المؤسسين للمؤسسة المالية وقبل كل شيء زبونها الأول.
وذكر أديسينا، الذي أعرب عن ارتياحه خاصة في ما يتعلق بمعدل الإنفاق المعروض (52 في المائة)، بأن “المغرب يعد أحد محتضني مشاريع البنك الإفريقي للتنمية الأكثر أداء في القارة.
وأشارت الوثيقة إلى أن البنك أشاد أيضا بإنجازات المغرب على المستوى الاقتصادي واستراتيجياته في التنمية، وكذا أهمية دوره في القارة.
وحسب رئيس البنك الإفريقي للتنمية، فإن 85 في المائة من الاستثمارات الأجنبية المباشرة للمملكة موجهة لإفريقيا، مشيدا بالرغبة التي عبر عنها المغرب للعودة إلى الاتحاد الإفريقي.
وذكر البنك “أن المغرب يعتبر أيضا ثالث مصدر في القارة، بعد جنوب إفريقيا ومصر، والأول على مستوى كوت ديفوار، البلد المحتضن لمقر البنك”.
وللدفع بعجلة التنمية وإقامة اقتصاد قوي، أطلق المغرب استراتيجيات حاسمة، منها الاستقرار الماكرو- اقتصادي ومخطط المغرب الأخضر، وكهربة مجموع التراب الوطني وربطه بشبكة الماء الصالح للشرب، بنسبة بلغت حاليا 99 في المائة و97 في المائة على التوالي.
كما أطلقت المملكة أيضا مشاريع كبرى، لاسيما تطوير البنيات التحتية، وفك العزلة عن العالم القروي، وتنويع الاقتصاد الذي يرتكز على كسب القيمة المضافة، ومخطط التسريع الصناعي، وإحداث صندوق مخصص لاختيار نموذج تصنيع مندمج، وسياسة طاقية طموحة ومبتكرة التي تركز على الطاقات المتجددة.
وأشاد البنك الإفريقي للتنمية أيضا، بتقارب وجهات النظر مع المغرب، من خلال الأولويات الخمس الرئيسية التي حددها، مبرزا أن المغرب أصبح محاورا وشريكا متميزا للعديد من البلدان الإفريقية.
وبخصوص المؤتمر العالمي للمناخ (كوب 22) المقرر عقده في نونبر المقبل في مراكش، جدد البنك تأكيد التزامه بالدعم الكامل للمغرب.
يشار إلى أن الرئيس أديسينا قدم، خلال زيارته للمغرب، مقترحا ملموسا أوليا يتعلق بإحداث صندوق مع المغرب تحت اسم “برايفت إيكويتي” للرفع من الاستثمارات في المجال الفلاحي.
ودعا البنك أيضا المغرب إلى تقديم الخبرة التي طورها في عدد من القطاعات لباقي البلدان الإفريقية من أجل الاستفادة منها.