أحمد بومعيز:اغتصاب فتاة " بوشان " بين الظاهر والمستثير ..

أحمد بومعيز:اغتصاب فتاة " بوشان " بين الظاهر والمستثير .. أحمد بومعيز
قد تكون الظاهرة ثابتة منذ البدء ، ككل ظواهر العنف التي ورثها الإنسان ويورثها .
لكن مظاهر عنف الاغتصاب تربك مشاعر المتلقي بالضرورة وبحكم الانتماء إلى الإنسانية ، إن كنا نؤمن بها بالفعل والممارسة . ومشهد محاولة اغتصاب شابة - تلميذة - خرجت للتو من مؤسسة تعليمية من قبل شاب عشريني في ضواحي الرحامنة بمنطقة بوشان يربك معادلة المواطنة والحق في الكرامة والإنسانية . والشاب المغتصب والشابة المغتصبة كانا على شاشة كاميرا الهاتف مباشرة ... كأننا في سياق مشهد فيلم أو شريط ...التسجيل لمحاولة نزع ثياب الشابة لم يدم طويلا ، وبقى تشويق وتعميم الرعب مستثيرا ... وعمم الشريط المسجل على الهاتف الذكي والشابة تصيح " واش ما عندكش أختك ؟ " ...
وارتباطا بالشريط المسجل ، وفعل الاغتصاب تأخذنا الافتراضات :
أفترض أن ظاهرة كالاغتصاب تبقى من الظواهر التي تصعب محاصرتها في المجتمع المغربي ، باعتباره كان ولا يزال مجتمعا مركبا تتقاسمه وتتنازعه العديد من التأثيرات ، و في مناخ اجتماعي حالي ينذر بأزمات ، وهذا أمر وموضوع قد يهم الباحثين وعموم المهتمين من أجل مقاربة الظاهرة التي صارت تثير الانتباه في السنوات الأخيرة – ربما لإمكانيات التواصل المتاحة ، وربما لتفاقمها – والحسم والتأكيد أو النفي قد يكون وفق دراسة موضوعية إن أمكن إنجازها . لكن ما يمكن التساؤل حوله ، ونحن نشاهد الصور والفيديو المنشور على" النت " هو هل كان من الممكن اعتقال ومتابعة الشاب الذي حاول اغتصاب الفتاة في الشارع العام ، أو حتى العلم بالخبر، لو لم يتم نشر الفيديو ؟ يبدو أن ذلك كان مستبعدا ـ، فبعد اعتقال الشاب قيل في الإعلام الرسمي أن الحادثة وقعت في شهر يناير أي منذ ثلاثة أشهر . ولا أحد أقام الدعوى . وهنا نعيد السؤال ، هل نجازي من نشر الفيديو أم ندينه ؟
وأيضا ، الفتاة الضحية ستتعرض للكثير من الحرج ،فبعدما تعرضت لاعتداء بشع من طرف شاب متهور ، ربما كانت تحاول نسيان الحادثة ، هي الآن معرضة لضغط الإعلام والعامة والعموم لكونها كانت الضحية ، لتصير ضحية من جديد .. وحتى محاولة تتبع حالتها النفسية من طرف المتخصصين قد تأخذ أبعادا أخرى ، أو قد يكون التتبع ككلام الليل الذي يمحوه الصباح ...
فكم من تتبع نفسي قد تحتاجه الفتاة للتعافي وتجاوز محنة عنف الاغتصاب المتعدد ؟
وكم من مصور هاو سنحتاجه كي يشي بكل المغتصبين و يصور كل المغتصبات ، داخل البيوت وفي المكاتب وفي الفضاءات العمومية وفي الأزقة وعلى قارعة الطريق ، من الصبح إلى الليل ، ومن المدن إلى القرى ؟
ومغتصب " بوشان " ليس الوحيد ولا الأخير ، والفتاة المغتصبة تغتصب باستمرار . وللعموم الحق في الفرجة أوفي الاستنكار، أو حتى في النضال الرخو خلف شاشات الهواتف الذكية والحواسيب ... عساها تصور لنا اغتصابات أخرى في الانتظار .