يونس فيراشين: الأولوية اليوم هي من أجل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية

يونس فيراشين:  الأولوية اليوم هي من أجل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية يونس فيراشين ، قيادي بحزب المؤتمر الوطني الاتحادي
كثر النقاش في الآونة الأخيرة عن موضوع الإرث و المساواة في الإرث، كمطلب تعبر عنه مجموعة من النخب الحداثية، إن مفهوم المساواة بمعناه الشامل هو مكون أساسي ضمن العناصر المشكلة لمرجعية النخب و التنظيمات المناضلة من أجل العدالة الاجتماعية، فلا يمكن تحقيق التنمية الحقيقية في كل أبعادها الإنسانية، بدون توفر شرط المساواة في الحقوق السياسية الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية و البيئية، لذا فأنا مبدئيا مع النضال من أجل تحقيق المساواة على جميع المستويات.
لكن النقاش حول الإرث له بعد آخر يجب أخده بعين الاعتبار، فرغم أن هذا النقاش يعبر بشكل ما عن دينامية فكرية، لكنها تبقى محصورة على مستوى النخبة.
و أعتقد شخصيا أن أي نقاش حول قضايا الدين و الاصلاح الديني يجب أن يقوده علماء الدين و فقهاؤه المتنورون أولا، فحتى في أوروبا مثلا فالإصلاح الديني الذي عرفته الكنيسة قاده رجال الدين، لأن المجتمع مازال غير متقبل لأي خلخلة لمسلماته خاصة إن كان مصدرها من خارج علماء الدين، لهذا فأنا أعتبر ما قامت به الأستاذة لمرابط خطوة مهمة جدا في هذا الاتجاه لأنها تنتمي لمجال علماء الدين و فقهائه. فالمجتمع يحتاج صدمات وعي بشكل تدريجي لقبول فكرة الاجتهاد و لتغيير الذهنيات و الصور النمطية التي تشكلت بفعل القوة القهرية التي يمارسها تاريخ التدين و الفكر السلفي الرجعي. في اعتقادي أن الأولوية اليوم في الصراع هي من أجل الديمقراطية و العدالة الاجتماعية، فجزء كبير من المغاربة لا يتوفر الحد الأدنى من شروط الحياة الكريمة من صحة و تعليم و شغل و سكن لائق و غيرها من ضرورات العيش الكريم، وفي ظل هذه الظروف لن يورثوا لأبنائهم غير الفقر و الحاجة. و نحن نرى يوميا خروج العديد من الحركات الاحتجاجية للمواطنات و المواطنين مطالبة بحقوق اقتصادية و اجتماعية بسيطة، تقابل بالقمع و الاعتقالات. لكن هذا لا يمنع من التأكيد على أهمية فتح النقاش حول كل القضايا و خوض الصراع بشكل دائم في كل مستوياته السياسية و الاقتصادية الاجتماعية و الإيديولوجية.