محمد الفرسيوي: "ساعة زايدة ساعة ناقصة"

محمد الفرسيوي: "ساعة زايدة ساعة ناقصة" محمد الفرسيوي
قبل أنْ يغادرنا سي عبد الجبار السحيمي إلى حيث كل البقاء، وفي مكتبه البسيطِ المُثقلِ بالأوراقِ دوماً، ناولتُهُ كالعادةِ بعض سطوري للنشرِ في جريدةِ العلم... ألقى عليها نظرة، دسها في محفظته، وقال؛ إنْ كانتْ وِجْهتك طريقي، تشاركنا مشروباً ما... وهكذا كان.
آنذاك، لعلها كانتْ أواخر حكومة السيد إدريس جطو (قُفْل ما سمي بالتناوب !)، شاعَ الحديثُ والقولُ واللقاءاتُ في البرلمانِ والتلفزةِ وغيرهما، حول موضوعِ ما اعتدنا عليه تحت عنوانِ التوقيت المستمر، مع "الفتح المبين" الذي سوف يحمله معه هذا الاكتشاف الزمني، في الحفاظِ على الطاقةِ والبيئةِ وسعادةِ الأسرة، ناهيك عن منافعِ "الحكامة" والمردوديةِ والإنتاج، وهلمجرا...
في مقهى يأتيه الطلابُ وغير الطلاب، بمجمعِ قيس أكدال، تَشاركنا مشروباً ما، ولم أنتظرْ أبداً من هذه "القَعْدة" أنْ تَرِدَ سطوري التي في محفظته في حديثنا أبداً. لكن صاحب "بخط اليد" أثارها، حين انتشلها من بطنِ المحفظةِ معيداً قراءتها، وقال؛ "يا ولدي، نصكَ حول مفهومِ الزمنِ عميق. والجدليةُ فعلاً، قائمةٌ بين رؤيتنا للزمن وبين مدى استعدادنا لاجتراحِ النهضةِ الشاملةِ المنشودة... سأنشره متى تأكدتُ أن الأوصياءَ على شأننا العام، ينصتون إلينا !"... تبسمَ، ثم أعاد سطوري لمحفظته، التي اعتادَ أن يسميها مَنْ يعرف عبد الجبار بالمقبرة؟
انتهتْ حكايةُ "التوقيت المستمر". لقد تَعَودَ الناسُ عليها إلى أنْ صارتْ حالة عامة. دارَ الزمنُ المغربي دورته، ثم طلعتْ تقليعةُ "الساعة الصيفية" على الناس... طَلعتْ عليهم بذاتِ النعوتِ الموصولةِ بالحفاظِ على الطاقةِ والبيئةِ وسعادةِ الأسرة، ناهيك عن منافعِ "الحكامة" والمردوديةِ والإنتاج، وهلمجرا...
في 25 مارس الوشيك، تُضافُ ساعة لزمن المغاربة كما صار معتاداً. وفي فرنسا ومحيطها الأوروبي قامتِ القيامةُ على هذا "الدْخولْ وْلْخْروجْ فْ الساعة"، وقررواْ أن الزيادة من رأسِ الأحمق، كما النقصان تماما.
الزيادةُ والنقصانُ في ساعتنا من رأس الحكومة والبرلمان. وَهَا قد تَضَبطَتْ هذا العام ساعتنا على زمنِ باريس... في العامِ المقبلِإن شاء الله، يُشَغلُ رأسُ الحكومةِ والبرلمان، فتُعفى ساعاتنا من كل حُمْقٍ، والله المعين.