الشعار الجديد لرئيس جهة الرباط: "تسنى الجن حتى يطيب اللحم"

الشعار الجديد لرئيس جهة الرباط: "تسنى الجن حتى يطيب اللحم" عبد الصمد سكال، رئيس جهة الرباط سلا القنيطرة

عندما يصف بعض متتبعي الشأن العام، العديد من رؤساء الجماعات والجهات بالضعف في التسيير وغياب الخبرة والتجربة، فإن ذلك الوصف ليس من باب التحامل. لكن واقع الحال يؤكد أن الله ابتلانا هذه الأيام بنخب جماعية لا تفقه شيء في تدبير الشأن المحلي وتتشدق بكلام كبير لا علاقة له بما يوجد على ارض الواقع.

عبد الصمد سكال، رئيس جهة الرباط سلا القنيطرة، عن حزب العدالة والتنمية، يندرج ضمن هذه النخب التي لا تفقه شيئا في شؤون الجهة التي يمثلها، خاصة عندما يصرح في لقاء رسمي أنه وضع ضمن أهم أولوياته إنجاز القطار الجهوي السريع RER بين تمارة وتامسنا، مع العلم أن هذه المدن ينطبق عليها المثل المغربي "أش خصك ألعريان خاصني خاتم".

فيبدو أن رئيس جهة الرباط سلا القنيطرة، يدغدغ مشاعر المواطنين ويحاول ترويج الوهم من خلال بناء مشاريع على الورق يستحيل أن تتجسد على أرض الواقع في ظل الأعطاب البنيوية والمجالية التي تعاني منها مدن الجهة.. فمثلا تامسنا مدينة تحتاج لبنيات تحتية أرخص بكثير من RER، ومع ذلك لم يتم إنجازها، فأحرى أن يكذب المسؤول الجهوي ويوهم المواطنين بمشروع القطار الجهوي السريع.../ خاصة وأن المعطيات المالية للمكتب الوطني للسكك الحديدة تشير إلى وجود عجز كبير لدى هذه المؤسسة في الوفاء بالحد الأدنى من خدمة الصيانة لخطوط السكك، فما بلك إن تعلق الأمر بإنجاز القطار الجهوي السريع RER.

المضحك في تصريح السكال، هو أنه غاب عنه معطى مهم وهو أن ولاية الدار البيضاء بإمكانياتها الكبيرة، فشلت في تجسيد القطار الجهوي السريع، رغم أن والي الجهة رفقت عمدة الدار البيضاء محمد ساجد، كانا قد التزما أمام الملك سنة 2009 بتحقيق هذا الحلم، والانتهاء من إنجازه سنة 2013 ليربط بين المحمدية ومطار محمد الخامس، مرورا بالقطب المالي أنفا.. وها نحن في سنة 2018 ولحد كتابة هذه السطور مازال الحلم بعيد المنال، بسبب كثير من المشاكل  التقنية والبنيوية، وبسبب ضعف مكتب الخليع في إبداع مونطاج مالي ملائم لإنجاز المشروع.