نختار السفر على متن خطوط أجنبية مكرهين لغلاء أثمنة الشركة الوطنية، لكننا نجتاز حواجزا مثل الحواجز التي يعاني منها الشعب الفلسطيني، نظرات شرطة الحدود كعربي ومسلم تغيرت كثيرا في معظم الدول الأوربية، سمعت ذلك من أصدقاء كثر لكنني تيقنت من كلامهم في رحلتي اليوم على متن الخطوط التشيكية، قبل امتطاء الطائرة المتجهة لمدينة وجدة من العاصمة التشيكية براغ تم عزلنا كمغاربة وكنا نحن آخر من سمحوا لهم دخول الطائرة.
هي معاملة تشم منها رائحة العنصرية، بل رفضنا كمواطنين أوربيين يعتنقون الديانة الإسلامية، تعامل التشيك مع كل مسلم بطريقة غير لائقة ليس وليد اليوم، بل ترجع لسنتين لما بدأ الإرهاب يضرب الدول الأروبية ويسيء لصورة الإسلام والمسلمين.
ماحصل للمغاربة العابرين عبر مطار "براغ" اعتبره العديد منهم عنصرية مقيتة بل معاداة للسامية، تساءل أحد المغاربة الذين كانوا معنا في هذه الرحلة، لماذا يسيؤون معاملتنا وهم ذاهبون للمغرب للتمتع بشمسه وخيراته وطيبوبة شعبه، وبنظرة تحدي، يضيف، نحن نكرمهم في ترحالهم ونحميهم في مقامهم.
رغم تعرضنا لسوء المعاملة عندهم تحس بذلك حتى في الرحلة التي تستغرق حوالي ثلاث ساعات هم يقدمون وجبات فيها لحم الخنزير لا يحترمون زبناء الشركة من الديانات الأخرى وبالخصوص المسلمين منهم، قلت لإحدى المضيفات لماذا تسيؤون للمسلمين؟، لماذا لا تقدمون وجبات اللحم الحلال، تأسفت بنبرة حزينة وانصرفت لأنها لا تملك سلطة القرار.
أنتم، تختارون المغرب لقضاء عطلتكم وتترددون عليه باستمرار كبلد إسلامي. ألم تدركوا بعد قيمة القيم التي يتحلى بها المغاربة وكرم الضيافة؟، هل نغير سلوكنا اتجاههم؟،يتساءل أحدهم، قلت في نفسي أليس من الأفضل أن نعطيهم دروسا في الأخلاق؟، ألا تعتبر فرصة اللقاء بهم والمكوث بيننا، وتكرار زيارتهم للمغرب دليل على إدراكهم بأن العقيدة التي نتشبث بها تفرض علينا حسن معاملتهم؟.
هذه دروس يتلقونها في المغرب ليتعرفوا على حقيقة الإسلام التي شوهها الإرهابيون القتلة الذين روعوا شوارع باريز ومطار بروكسل ومدينة نيس الهادئة التي ترمز للتعايش بين الديانات السماوية، مدينة نيس التي عبث بهدوئها وتعايش الديانات السماوية فيها مختل وقاتل لا يرحم، لا علاقة له بالإسلام كدين، قلت أليس اللقاء بالمواطنين التشيك في الطائرة وفي شاطئ السعيدية حيث هم متجهين جماعات لقضاء أسعد اللحظات فرصتنا التي لاتتكر سوى مرة واحدة في السنة لتصحيح الصورة النمطية للإسلام التي اعتادوا عليها؟. لنتشبث بالأمل وننفتح عليهم ونكرمهم ونحسن معاملتهم بيننا عسى أن نكون أحسن سفراء للإسلام في بلادهم.