بتواطؤ مع الجهات المعنية "أوزون" تتمادى في تعذيب ساكنة اليوسفية

بتواطؤ مع الجهات المعنية "أوزون" تتمادى في تعذيب ساكنة اليوسفية بدون تعليق

"الله يخليها بلاد..."، لم يكن يقصد صاحب هذا الكلام اليوسفية ولا سكانها الطيبين، بل وجه كلامه للمسؤولين والمنتخبين، وهو يناقش ظاهرة انتشار نقط رمي النفايات والتخلص منها أمام العديد من المؤسسات العمومية، ووسط الأحياء الشعبية وأزقتها، وعلى قارعة الطرقات والشوارع، بعد أن استقالت شركة "أوزون" المكلفة بتدبير ملف النظافة بمدينة اليوسفية، والتي سخر لها المجلس الترابي لجماعة اليوسفية ما يقارب مليار و200 مليون سم من أموال ضرائب شعب اليوسفية.

"أسيدي حنا اللي درناها بيدينا... علاه شكون صوت على هاذ الرهوط؟"، كان الرد قاسيا، لأنه اعتراف ضمني بعدم حسن الاختيار، رددته زوجة المتحدث الأول، أمام مجموعة من المتحلقين حول جبل من الأزبال تراكمت بجانب منازلهم بعدما تخلص منها جيرانهم بطريقة غير مرضية تسببت في تعكير وتلويث الأجواء وكادت أن تتسبب في مناوشات.

وفي السياق نفسه قالت امرأة مخاطبة صاحب دكان البقالة الذي ينتج الكثير من النفايات "راه واكلين فلوس العمال، ما مخلصينش شهرين هاذي، حشومة عليهم".. وجاء الرد سريعا من طرف متقاعد فوسفاطي "كان شي وقت راجل واحد مكلف بجمع الأزبال على متن كروصة يجرها بغل البلدية وكانت الأزقة في غاية النظافة".

صباح اليوسفية مفتوح على كل الاحتمالات اليوم، صباح ملوث بطعم الروائح الكريهة، صباح استقبله السكان بصور مقززة انتشرت بكل الأحياء وبجانب المنازل، بعد أن أضرب جميع المسؤولون عن الكلام، وعن التواصل مع المواطنين، وتفسير ما يقع للساكنة. "واش ماشي من حقنا نعرفوا آش واقع..؟" يتساءل أحد الشبان الذي حمل نفايات بيتهم ويبحث عن مكان مناسب للتخلص منها. مواطن آخر قال لـ "أنفاس بريس" "فين هم السياسيون والنقابيون والجمعويون نريد من يتزعم عرائض لتقديم شكايات للقضاء ضد المؤسسات والشركة المعنية".

سخط شعبي، عبر عنه المواطنون والمواطنات، ضد القائمين على تدبير الشأن المحلي، وتتبعناه عبر كل النقط السوداء التي تحولت إلى مطارح لرمي الأزبال والتخلص منها، وكان القاسم المشترك للساكنة هو "طرد الشركة ومقاضاتها، لأنها تتحمل مسؤولية تحويل اليوسفية إلى مطرح كبير للنفايات".

وهذه أسئلة سكان اليوسفية، نطرحها على مكاتب الجهات المسؤولة: أليس من حق المواطن اليوسفي أن يعرف الأسباب الحقيقية في تعطيل مصالح المدينة على المستوى البيئي؟ ألم يصوت ساكنة اليوسفية على دستور 2011 الذي يضمن الحق في الحياة والحق في بيئة نظيفة؟ لماذا لم تصدر الجهات المسؤولة بلاغا توضيحيا للسكان لتفسير عجز شركة أوزون في تحمل مسؤوليتها وتنفيذ التزاماتها؟ كيف يمكن تعويض السكان على الأضرار الصحية والنفسية والمعنوية التي لحقتهم جراء استهتار المؤسسات المعنية بواجباتها، وتمادي الشركة في تعذيب المواطن اليوسفي؟