صافي الدين البدالي: "رميت الورد وطفيت الشمع في يوم المرأة 8 مارس"

صافي الدين البدالي: "رميت الورد وطفيت الشمع في يوم المرأة 8 مارس" صافي الدين البدالي

تلحفت بلباس الحداد، وتجرعت شرابا طعمه أمر من شجرة الزقوم، وأحسست بحزن خيم على نفسي في هذا اليوم، يوم 8 مارس، فرميت بالورد وطفيت الشمع حسرة على المرأة المغربية المقهورة في الأرياف، وعلى المرأة التي ماتت بالزحمة من أجل حفنة دقيق نواحي الصويرة، وعلى المرأة التي تعيش شبح الموت كل مساء وكل صباح في معابر سبتة وتتعرض للعسف والتعسف من طرف الحرس الإسباني كل يوم من أجل لقمة عيش.. وحسرة على المرأة العاملة في الحقول وفي المعامل والمصانع في ظروف لا إنسانية.. وحسرة على الفتاة الخادمة في البيوت، بيوت نساء سرقن 8 مارس الذي هو تاريخ كفاح المرأة العاملة المناضلة في أوروبا وفي امريكا بداية القرن الماضي 1913 -1914، من أجل الحرية والانعتاق.. تألمت بمناسبة هذا اليوم على المرأة المغربية، التي تركت أسرتها لتشتغل في الحقول الإسبانية في ظروف نفسية قاسية .

فلماذا يريدون أن يسرقوا اليوم العالمي للمرأة، الذي هو يوم المرأة المكافحة ضد القهر والفقر، والمرأة العاملة، والمرأة التي لا مسكن لها ولا بيت لها ولا وطن يحميها من الكلاب الضالة.

إن يوم 8 مارس ليس يوما ذي طابع مخزني وبورجوازي، بل هو يوم له طابع كفاحي، عليه أن يكون يوم مسيرات وطنية لبسط ظروف المرأة المغربية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.

على المرأة اليسارية أن تبادر إلى تغيير الأنماط الاحتفالية بهذا اليوم لأنها أصبحت تطمس شأن المرأة المغربية.

- صافي الدين البدالي، فاعل حقوقي وقيادي بحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي