سوسن الشاعر: كامب ديفيد وطار.. ماذا بعد يا قطر؟

سوسن الشاعر: كامب ديفيد وطار.. ماذا بعد يا قطر؟ سوسن الشاعر

المقال الذي نُشر يوم الجمعة (2 مارس 2018) في "واشنطن بوست" لجوش لدرمان وعنوانه «ترامب لقادة دول الخليج: حلوا مشكلتكم مع قطر وإلا لا داعي لكامب ديفيد»، أطلق رصاصة الرحمة على المحاولات القطرية المتواصلة لاستجداء الوساطة الأمريكية لحل أزمتها.

فترامب بعد أن فاض به الكيل من إلحاح تيلرسون وزير الخارجية، وبكائيات قطر المستمرة استجداء للحل، قال قراره الأخير إنه لا داعي لكامب ديفيد إذا لم ترغب دول الخليج المصالحة مع قطر، ولا أدري من أدخل في مخ القطريين أن العلاقة بين السعودية والإمارات والبحرين مع الولايات المتحدة الأمريكية مرهونة بقصتهم؟ من الذي أقنعهم بأنه ما لم نتصالح معهم فإنه ماما أمريكا ستزعل علينا؟!

إذا كان تيلرسون مقتنعاً بأن قطر أوفت بجميع التزاماتها بالنسبة للتوقف عن دعم الإرهاب، فتيلرسون حر أن ينظر إلى الإرهاب بأنه ما كان يهدد المصالح الأمريكية من أفعال وممارسات قطرية فحسب، وحين رأى أن قطر أوفت بما يحفظ أمن الولايات المتحدة الأمريكية اعتبر تيلرسون أن قطر أوفت بالتزاماتها تجاه الجميع، وهذا غير صحيح.

على تيلرسون أن يعلم أن المطالب التي طرحتها الدول الـ 4 تخص الممارسات القطرية التي تهدد أمنها هي أو تهدد استقرارها وهي ممارسات مازالت مستمرة، وعليه أن يعلم أن أمننا لا يقل أهمية عن أمن الولايات المتحدة الأمريكية.

المقال يؤكد أن هناك لقاءات ثانوية ستعقد بين الإدارة الأمريكية والدول الخليجية في شهر مارس، وكان تيلرسون وزير الخارجية الأمريكية قد رتب لقاء يليهم كان من المفروض أن يعقد في شهر ماي بين الدول «السعودية والإمارات والبحرين» من جهة ومع قطر من جهة أخرى، لإظهار الأمر وكأن مصالحة قد تمت وإن كانت شكلية، وحين اطمأنت قطر لدعم وزير الخارجية الأمريكي لبكائياتها ملأت إعلامها وصحفها بأن الأمر انتهى وأن أمريكا ستجبر دول التحالف على التصالح معها، ورسمت الكاريكاتيرات وبرنامجها زاد من جرعة الكذب وعملت جزيرتهم على تنويم الشعب القطري على أحلام انتصاراتهم.

وجرت للأمم المتحدة لتستعرض فصلاً جديداً من بكائياتها واستجدائها في محاولة أخيرة تظن أنها ستستطيع إقناع الأمم المتحدة أن تجبر الدول الـ 4 على مصالحتها!!

فما كان من مندوب الإمارات إلا أن تلا بياناً توافقت عليه الدول الـ4 هذا نصه "تود الوفود الدائمة لكل من دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومملكة البحرين وجمهورية مصر العربية أن تستخدم حق الرد على ما جاء في بيان وزير الخارجية القطري، والذي سعى للمرة الثانية لإشغال مجلسكم الموقر في قضية أزمة دبلوماسية هم من بادر بإشعال فتيلها.. وما يقومون به من مساعٍ لتسويق هذه الأزمة الثانوية في المحافل الدولية والإقليمية على أنها أزمة دولية كبرى تستحق لفت انتباه المجتمع الدولي لها لا ينبغي الالتفات لها".

وتابع قائلاً: "إننا نرى بأن هذه الأزمة السياسية الصغيرة بين دولنا وقطر يجب أن تحل في إطار جهود الوساطة الكويتية القائمة التي يقودها صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.. وتلقى جهود سموه ومساعيه كامل الدعم والتقدير من قيادة دولنا ومازلنا نرى بأنها القناة الأمثل لمعالجة أسباب هذه الأزمة السياسية ونتائجها".

ثم جاءت تصريحات وزراء خارجية التحالف بدعوة لجميع الدول بألا ينشغلوا بقصة قطر معنا من الآن فصاعداً، وأنها أمر صغير جداً الوساطة الكويتية كفيلة بها.

قطر تظن أنها قادرة على جعل مأساتها همّاً دولياً وقضية تشغل المجتمع الدولي كله في حين أن أحداً لم ولن يهتم بهذه القصة غيرها.

وحين علمت الولايات المتحدة القرارات القاطعة للدول الخليجية، وأنها لن تحضر لكامب ديفيد من أجل أن تتصور صورة جماعية مع قطر فقط، طار الأمل الأخير لقطر الذي عوّلت عليه وانتظرته طويلاً وعملت هي مع وزير الخارجية الأمريكية لاستغلاله وتوظيفه لصالحها!!

حسناً قطر.. لا تريدون أن تصدقوا أو تقتنعوا بأن الحل بسيط جداً وفي يدكم وفي الرياض هذا شأنكم، توقفوا فقط عن إشغال العالم بقصتكم، أغلقوا على أنفسكم الباب وانشغلوا بمجدكم.