حين تعري سورة قرآنية عن نوايا الأصوليين الجهادية بالمغرب

حين تعري سورة قرآنية عن نوايا الأصوليين الجهادية بالمغرب

لم يكن من باب الترف العلمي لما قام خبراء التربية بتقسيم المراحل العمرية للإنسان، وتقديم الحجج على أن أصعبها تلك الخاصة بالطفولة. ولم يكن عبثا منهم التحذير من أي سلوك قد يدمج في تنشأتهم من غير دراسة أبعاد تأثيره على مختلف المدد. لا لشيء سوى لوجود الطفل في فترة تكوين مداركه التي تكون وقتها قبلة لالتقاط أي تصرف تستقبله. واستعداده لتبني أي فكرة مهما كان مضمونها أو تراخي انعكاساتها.

من هنا اعتبر المجال التعليمي ذلك الفضاء الواجب إيلاءه العناية الأهم، والمراقبة الأشد خاصة على مستوى المناهج المعتمدة في الفصول الابتدائية والإعدادية، خوفا من أن تتسرب إليها أفكار قد تصير مبعث قلق حين لا تفهم بالصيغة الأصح. والحالة هاته لن يكون الأقرب لتشخيص الموضوع في راهنيته مما طرأ من حذف لسورة "الفتح" المُدرسة في سلك الإعدادي، على أساس تضمنها دعوات الجهاد. الأمر الذي قد لا يتماشى مع القصد الصحيح من رسائلها بالنسبة لشريحة في حاجة، باعتبار سنها، إلى التشبع أولا بمبادئ التسامح والإيخاء والمحبة والسلام قبل أي دعوة أخرى، خاصة وأن التلميذ في تلك المرحلة العمرية لا يكون قادرا على استيعاب المضمون

لكن وبما أن لكل خطوة تقدمية معرقل، ولكل فكرة حسنة مشوه. صعدت أصوات تختلق الأسباب والمخارج لضرب هذا القرار، بل وبمبررات خطيرة وصلت حد الاتهام بالإساءة إلى الدين الإسلامي، كما تطاول على هذا الادعاء برلمانيون "بيجيديون" في العديد من تصريحاتهم على تقديم الدولة وكأنها خصم لللإسلام وهذا امر خطير بحكم أن كل أطياف الحقل السياسي تجمع على خيار الأمن ونبذ التطرف. وذلك في نشاز قُدر لبرلماننا أن يخلق فيه البعض الاستثناء من بين برلمانات العالم المفروض من جودها توافق الجالسين على مقاعدها مع من وضعوهم عليها لا معاكستهم لمجرد خدمة أجندة أصولية بئيسة.