تدخل الحكومات التاريخ عادة إذا حققت "المعجزات" وفتحت أبواب السجون للمفسدين، وأبواب الوظيفة للمعطلين، وأبواب المستشفيات للمعوزين، وكسرت الأسعار، ورفعت الظلم عن المظلومين، وكرست العدالة الاجتماعية، وجلبت الرفاهية، وأرخت جناح الديمقراطية. فإما أن يكون بنكيران وحواريوه أنبياء أو أدعياء، إما أن تكون وزيرا للجدل أو وزيرا للدجل، لا توجد منزلة بين المنزلتين.. إما أن تختار أن تدخل إلى قائمة الشرف أو إلى لائحة العار وتكتب اسمك في "مزبلة" التاريخ. لكن وزراء بنكيران اختاروا الطريق الأقصر للشهرة وكيف تصبح وزيرا نجما في خمسة أيام بدون معلم، وهو طريق الفضائح، ولأن هناك فصلا محوريا في الدستور الجديد وهو ربط المسؤولية بالمحاسبة مازال السواد الأعظم من المغاربة يحلمون أن يطلق الله سراحه.. فشهية وزراء بنكيران مفتوحة لارتكاب المزيد من الفضائح والفظاعات والكوارث، حتى أن الوزارات انزاحت عن أسمائها التقليدية والمعهودة والتصق اسم الوزير باسم الفضيحة التي اقترفها، فأصبحنا نسمع باسم وزير "الشكلاط" ووزير "الناموسية" ووزير "الكراطة" ووزيرة "جوج فرنك" أو وزيرة "الزبل" و"22 ساعة" ووزير "الكاط الكاط" ووزير "ديالي كبر من ديالك"، لتتواصل الفرجة والمتعة والمنافسة بين وزراء العدالة والتنمية ووزراء الحركة الشعبية، والذين مازالوا يرسمون لوحات الإبداع حول الفضيحة الأكثر إثارة ووقعا.
وزراء العدالة والتنمية "الأتقياء" و"الشرفاء" الذين كانوا يحملون المصحف في حملاتهم الانتخابية ويكثرون من "البسملة" و"الحوقلة" و"الذكر الحكيم" في خطاباتهم، يغيب عنهم هذا "الورع" ويخالفون وصايا "الذكر الحكيم" وهم يقيسون فضائحهم بقياس "النزوات" و"الشهوات"، ويفصّلونها على "سرير المتعة"، والاستيهامات الجنسية"، ومطاردة "الشهوات" و"الكاط كاطات" و"الفولسفاكَنات" و"تعدد الزوجات" و"الضّرات". بينما في الجناح الآخر اختار العمل بمقولة: في "الحركة" بركة و"شكلاطة" و"كراطة"، بقيادة الملهم وزير "الشيّاب والشباب" امحند العنصر "الديناصور البرلماني". أوزين الذي لم يكن أكثر المتشائمين يتوقع أن يخرج من الوزارة وفي عنقه "تقليد" الكراطة، وعبد العظيم الكَروج الذي أصبح يعيش عقدة نفسية اسمها "الشوكلاط"، وهو ما جعل أكبر وأصغر وأحقر إنجاز سجين علبة شوكلاطة فعلت ما فعلت بالوزير الشاب "الطائش" الذي لم يستفد من حكمة "الخالد" السياسي امحند العنصر. من دون أن ننسى وزيرة "عدوة" البيئة حكيمة الحيطي وزيرة "22 ساعة" التي ختمت فضائح حكومة بنكيران بتحويل المغرب إلى "قمامة" لنفايات إيطاليا.. ومن دون أن ننسى أيضا وزيرة "جوج فرنك" المنتمية لحزب "المعقول"، والتي غاب عنها "المعقول" بالمرة وهي تفجر فضيحة من العيار الثقيل في برنامج تلفزيوني وتهين 30 مليون مغربي.
خمس سنوات هي بمقدار خمسة قرون عاشها المغاربة بأحداث عصيبة وفضائح مدوية وقرارات شعبوية أجهزت على منسوب الصبر لدى المغاربة، لأن بنكيران الحالم بولاية تشريعية جديدة مازال في جبّته الكثير من المفاجآت والفضائح ليحول حياة المغاربة إلى جحيم.. فهل من مغيث؟!
من اليمين: شرفات أفيلال (وزيرة جوج فرانك)، محمد أوزين (وزير الكراطة)، عبد العظيم الكروج (وزير الشوكلاط)، امحند العنصر (وزير الشباب والشياب)