يا أهلي في بلاد الشهداء..
لا أخفيكم سرا، أنني أتحرق شوقا للجزائر الخضاراء، ولأهلي الأحرار فيها، ولقبر والدي في ثراها الطيب.. لا أنكر أنني أضعف أحيانا، ولعلي أذرف "دمعا من خلائقه الكبر"، ولكنني أبشركم بأن ليل الجزائر يقارب من نهايته، ونفق الظلم بدأ يضيق على من فيه، ورياح الحرية التي دشنها الربيع التونسي، الذي وُلد مبكرا وعلى غير موعد، تدق حدود ما تبقى من دول الدكتاتوريات العسكرية القاتلة، وعلى رأسها الجزائر..
لم يعد بإمكان العناصر المافيوزية، الذين يديرون أمر بلادنا الطاهرة الشريفة بدماء المجاهدين الأحرار، أن يطيلوا ليل الجزائر، ويمنعوا فجرا المقبل رغم قتامة الليل وشدة ظلمته.
لقد انهارت كل مظاهر هيبة الدولة، وسقط جدار الخوف، ولم يعد واردا أن يصنع بكم قادة المخابرات وصناع الطغاة ما فعلوه في العشرية السوداء المظلمة..
أيها الأحرار
يأتي عيد الجزائر، بينما ليبيا لازالت تدفع ثمن حريتها بدماء شعبها الحارة، وتقاوم تونس موجات الردة العاتية، بينما يترنح الانقلاب المصري تحت وطأة صمود المصريين وخذلان المجتمع الدولي له، ويواجه السوريون بصدورهم العارية مؤامرة إقليمية دولية للأسف الشديد يشترك فيها نظام العسكر الجزائري، من دون أن يدفع ذلك بالسوريين إلى اليأس والاحباط.
وفي اليمن، بلاد العرب الأولى، مازالت رياح الثورة عاتية وإن علا صوت إرهابيي الحوثي وصالح وأتباع إيران، كما لم يتمكن الغزاة في العراق أن يطفئوا جذوة العروبة المتقدة في مختلف ربوع العراق..
إنه طوفان الحرية الذي لن يدع بلادا إلا غزاها، ولا أعتقد أن بامكان سلاح الجزائر الروسي المنبع قادر على وقف ريح الحرية العاتي العابر للحدود، وهي فرصة لمن تبقى من عقلاء الحكم والجيش في الجزائر، بأن يلتفت إلى بلاده، وأن يغلب مصلحة أهله ووطنه عن مصالح فئات لا شك أنها زائلة بينما يبقى الوطن.
عيد مبارك سعيد وكل عام وشعب الجزائر للحرية أقرب