اتصل بنا أحد المصلين بمسجد جامع الشلوح بالدار البيضاء، مستشكلا إدراج خطيب الجمعة في فاتح يوليوز 2016 -وهو يستعرض زكاة الفطر والحكمة من مشروعيتها- "العبد" ضمن من تجب عليه إخراج الزكاة.
وأضاف: صحيح أن الأحاديث النبوية في الموضوع تنص على الحر والعبد/المملوك، لكن استحضار فقه السياق يستوجب تجاوز الإفاضة في الحديث عما تجاوزه الواقع الاجتماعي والفكري، حتى لا تبقى ذهنية المتلقي سجينة واقع لم يعد قائما، وبمخاطر توظيف هذه الذهنية المحافظة كمحطة متقدمة في مخطط التنميط الأصولي للعقلية المغربية.
ملاحظة هذا المواطن الذي يظهر أنه يمارس تدينه بوعي مغربي دقيق، تبدو وجيهة وفي غاية الأهمية، إذ تحلينا على قارة مسكوت عنها في واقع السياسة العمومية في الحقل الديني.
فما حصل قد نجد له تفاصيل أخرى مماثلة من أبواب فقهية أخرى خارج فقه السياق، يستفيض فيها الخطباء والوعاظ في مختلف مساجد المملكة، والمجالس العلمية الموكول إليها تأطير هؤلاء، في غفلة من هذا الجانب في تأهيل الحقل الديني.
كما تحيلنا ملاحظة هذا المواطن على منظومة التعليم وفي طليعتها التعليم العتيق، حيث يتم تدريس المصنفات الفقهية خارج فقه السياق، كشرط الذكورية في تولي خطة القضاء، والتمييز بين الذكر والأنثى والعبد والحر في الدية...
وإذا أضفنا إلى واقع هذا التعليم التكييف الأصولي له، أدركنا حجم الأعطاب الكبرى في الحقل الديني، وبالتالي ضرورة المقاربة البنيوية في الإصلاح.
فمن يملك حكمة وفضيلة الإنصات لمتطلبات الإصلاح الحقيقية؟! وما هي الأذن الأمينة التي ستلتقط، وبالمدى المطلوب "صرخة" هذا المواطن؟!