فقد جاء في الرد، الذي لم ينف على الإطلاق اقتناء السيارات الفخمة، أن "مكتب المجلس باشر الاستشارات الضرورية وتنقل فريق من أعضائه في زيارات عمل لاختيار أفضل عرض يناسب طبيعة طقس وتضاريس الجهة ويخدم مصالحها ويضمن سلامة أطرها في تنقلاتهم داخل الجهة وخارجها، وقد استقر رأي مكتب المجلس على اقتناء سيارات من نوع "توارك". وهو ما لا يدع أي مجال للشك أن المكتب استعان بخبرة ماتياس مولر، مدير شركة فولسفاكن، الذي استرشد بمكتب للأبحاث والدراسات وأكد لهم أن سيارات "توارك"، الغالية والفخمة والأنيقة، هي السيارة الوحيدة القادرة على تحمل تضاريس الجهة، وهي السيارة الوحيدة التي بإمكانها ضمان سلامة السادة أعضاء مكتب المجلس الذين يتعبون كثيرا ويتنقلون بلا هوادة نحو الهند والسند والصين واليابان لتحويل الثروة إلى منطقتهم. ولهذا، وحرصا على المال العام، استبسل أعضاء المكتب في إجراء مفاوضات ماراطونية من أجل خفض كلفة السيارة الواحدة بسبعين ألف درهم من المبلغ الإجمالي الذي قد يصل إلى 500 ألف درهم.. لأن أياديهم نظيفة جدا، ومعدل انتفاخ كروشهم لا يتعدى المسموح به.. وهكذا يتضح أن الأعضاء المستفيدون حريصون على مالية مجلس الجهة، وحريصون على سلامتهم الجسدية، خاصة أن حياتهم تساوي الملايير التي تصنعها تنقلاتهم من أجل تدبير الشأن العام! وجاء في بيان المجلس، الذي انتفض لـ"شرف" أعضائه وكرامتهم البيضاء من غير سوء، أن مجلس جهة درعة تافيلالت صوت بالإجماع على تخصيص اعتماد ثلاثة ملايين درهم لشراء السيارات؛ والمقصود بالإجماع هي أحزاب (العدالة والتنمية، التجمع الوطني للأحرار، الحركة الشعبية، التقدم والإشتراكية). والحال أن هذا الإجماع هو أشبه بإجماع قريش على قتل النبي، إذ أن تمرير الصفقة يلزمه إرضاء جميع الحواريين، مهما كان انتماؤهم السياسي أو الحزبي، وذلك للظفر بسيارة فخمة، عوض العمل على إنفاق ذلك المبلغ الضخم على تحسين جودة عيش السكان المنتمين لتراب الجهة التي ما زالت احتياجاتها كثيرة جدا.