- منذ استقلال بلادنا، وما قبله، قدم شعبنا آلاف الشهداء، جيلا بعد جيل، من أجل مطالب عادلة في مقدمتها الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، وذلك في إطار نظام ديمقراطي مبني على احترام إرادة الشعب في انتخاب ممثليه دون تدخل أو وصاية، وعلى احترام مختلف القوانين، وعلى رأسها الدستور، وعلى تطبيق مبدأ المراقبة والمحاسبة .
اليوم، وبعد كل هذه السنين، نجد أنفسنا نراوح مكاننا، رغم بعض الآمال التي كانت تلوح في الأفق من حين لآخر، قبل أن تخبو، لنعود إلى نقطة البداية.
لذلك فإنني أتساءل اليوم: ماذا قدمنا نحن من تضحيات وفاء للشهداء، وتحقيقا للأهداف النبيلة التي استشهدوا من أجلها؟
- هذه الكلمات كتبتها على لسان الحكومة باعتبارها المسؤولة دستوريا عن إدارة شؤوننا، عفوا شؤونها، وهي تعبر عن مدى الغرور الذي بلغته في تعاملها مع قضايانا، بعدما تركنا لها الساحة تعيث فيها قرارات وإجراءات تضرب في الصميم حقوقنا ومكتسباتنا :
"موتوا/بقهركم/ أو بفقركم/ واصرخوا/ بأعلى/ صوتكم/ ةفلن تحركوا/ شعرة/ من رأسنا/ ولن نأسف/ لموتكم/ فمن تكونوا/ حتى تطالبوننا/ بحقوق/ ليستمن حقكم/ فالحياة/ التي نحيا/ تحتاج منا/ الكثير/ الكثير/ لنكون/ في مستوى/ سخطكم/ فانتظروا/ إن شأتم/ أو موتوا/ بيأسكم/ فموتكم/ لا يعني/ لنا شيئا/ في سلم/ أولوياتنا/ وقد يكون/ حلا لمشاكلنا/ ومشاكلكم/ هل فهمتم؟".
- كتبت قبل أيام أن كلامنا لن يكون مسموعا إذا لم يصاحبه الفعل النضالي، والفرصة ما زالت أمامنا لكي نفهم أن لا أحد سينوب عنا. لذلك أتمنى أن يجتمع كل الغيورين على مصلحة بلادنا، أرضا وإنسانا، وهي تواجه تحديات كبيرة، وأن يشكلوا جبهة عريضة تنتفي فيها الذات والأنا، وتحل مكانها مصلحة وطننا ومصلحة مواطنينا أولا، وما هذا بصعب أو مستحيل. فلنحاول ولنبدأ قبل أن تضيع الفرصة كما ضاعت فرص عديدة وعديدة.